فقد الشعب الايراني بل الامة الاسلامية علما من اعلامها ورمزا من رموزها وهو الرئيس المثابر والدؤوب والعالم الثوري والمجاهد المقاوم في وقت والامة باحوج ما تكون لأمثاله ليقدم خدماته الجليلة لها وقد ترك بصمات وضاءة خلال فترة الثلاث سنوات من رئاسته في مجال اعمار ايران الاسلامية وازدهارها وكذلك بناء علاقات متينة مع دول الجوار والدول الأسيوية والأفريقية لدرجة كانت مشهودة للجميع ومحط انظارهم وتقديرهم لما سعى اليه لبناء كتلة عالمية مستقلة تقف امام المطامع الاميركية والغربية وجشعها وكان من اهم انجازته الذهاب الى الشرق بسبب التعنت الغربي وعنجهيته وروحه الاستكبارية وفرض هيمنته على مقدرات الشعوب وعندما نقول الغرب نحصر ذلك باميركا ودول الترويكا الغربية وليس كل الغرب. واما خدماته في الداخل فهي لا تعد ولا تحصى وفي كل الميادين ومناحي الحياة الصحية والصناعية والزراعية والعلمية والطبية وغيرها. فالرجل كان مثابرا ومجدا لا يعرف الكلل والملل في عمله ويواصل ليله بنهاره لتوفير أ فضل الخدمات لابناء الشعب ورفاهيتهم ولم يكن في قاموسه، شيء اسمه العطل والجمع.
فما اصاب ايران باستشهاد السيد رئيسي ومهندس الخارجية الاسلامية كانت خسارة كبيرة حيث فقدت رجالا ثوريين واكفاء ورموزا ستبقى معالمهم خالدة في ذاكرة الشعب الايراني وحتى شعوب العالم لما قدموه من خدمات جلية لشد الشعوب بعضها ببعض بعيدا عن هيمنة الدول المستكبرة والاستعمارية.
فالغياب المفاجئ للرئيس رئيسي في سقوط المروحية التي كانت تحمله شكل صدمة لايران ولمحبي ايران لكن بما ان النظام الاسلامي في ايران نظام مؤسساتي ثابت يتبنى السيادة الشعبية الدينية لن يهتز برحيل رجل خدوم بل سيخلفه خدوم آخر يواصل مشواره من خلال الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة وقد شهد العالم بعينه كيف ملء الفراغ الرئاسي ووزارة الخارجية بعد ساعات من الحادث من خلال تعيين مخبر وكني للمنصبين وما يميز ايران الاسلامية عن باقي دول العالم هي صلة ابناء الشعب بقيادته بوشائج معنوية وعاطفية قلما توجد في الشعوب الاخرى وقيادتها.
ومن انجازات الرئيس الراحل في عهده القصير والتي ستبقى على رؤوس الاشهاد هو ما انجزه في سوح الجهاد والمقاومة عندما واجه الكيان الصهيوني مباشرة ووجه لها صفعة قوية وضعت حدا لممارسته العدوانية ضد ايران حتى لا يتجرا ثانية لاعادة الكرة وهذا ما ثبت على ارض الواقع عندما ارتعد من الرد.
التعاطف الاقليمي والدولي المميز مع المصاب الجلل الذي احل الشعب الايراني اظهر مكانة ايران المرموقة ودورها في الساحة الدولية في وقت سعت اميركا عبثا وبشكل محموم ومعها دول الترويكا فرض العزلة على ايران الا انها هي التي وقعت في فخ العزلة وهي تندب حظها العاثر.
وما خطه الرئيس رئيس من نهج ثابت في العمل الدؤوب والممارسة المميزة في ميدان الرئاسة سيبقى نهجا خالداً لمن سيخلفه مستقبلا ولا مناص امامه سوى الاقتفاء باثره.
کیهان

