تعد ایران من الدول العشر الأول عالميا في امتلاك التقنيات والمعرفة في العلوم الفضائية. وقد احتل البرنامج الفضائي بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران موقعا متقدما على قائمة الاولويات الايرانية، وقد حققت طهران انجازات عدة على الصعيد الفضائي منها كسر احتكار عدد من الدول لهذه العلوم والتقنيات، واصبحت ضمن الدول القادرة على اطلاق الاقمار الصناعية عالمياً. وقد بدأت منذ عقود بتطوير قدراتها في هذا المجال إلا أنها في السنوات الأخيرة استطاعت التقدم على نحو ملحوظ كما بدأت تخطو أيضا نحو رسم خارطة طريق للتعاون مع روسيا في هذا المجال.
ویذکر ان إيران انضمت عام ٢٠٠٥ إلى نادي الدول الفضائية بإرسال القمر الصناعي “سينا ١”، وهو قمر صناعي تم إرساله إلى الفضاء بمساعدة روسيا، وبهذه الطريقة تخطط منظمة الفضاء الإيرانية لاستخدام الفضاء وتوسيع التقنيات الفضائية في البلاد باستخدام المعرفة المحلية وبالتعاون الدولي على جدول أعماله. و بعد ذلك أقدمت ايران إلى تعزيز البنية التحتية العلمية في مجال الفضاء، بالإضافة إلى تصميم وصنع الأقمار الصناعية الجديدة، حيث تمكنت من التحرك نحو إطلاق الاقمار بنفسها، وهو ما تحقق من خلال تطوير قواعد فضائية، ومن بينها يمكن الاشارة إلى قاعدة “الإمام الخميني (رضوان الله علیه)” الفضائية في مدينه سمنان و “محطة قم الفضائية” و “مركز البرز الفضائي” و “محطة تشابهار الفضائية”.
وإضافة إلى تطوير القواعد الفضائية، أثر تطوير حاملات الأقمار الصناعية أيضًا على تمكن البلاد من تصميم وإنتاج الأقمار الصناعية المحلية. وقد تم تصمیم حاملة الأقمار الصناعية “سفير” كأول نجاح ايراني في هذا المجال وبعده تم تصميم وبناء حاملة الأقمار الصناعية “سيمرغ٢”، وبعد ذلك تم إطلاق حاملتي الأقمار الصناعية “سرير” و “سروش” لحمل الأقمار الصناعية، وبفضل هذه البنىة التحتية، تمكنت ایران من إطلاق عدة أقمار صناعية، وقد نجحت عام ٢٠٠٩ بارسال قمر (اميد-(الأمل) الى الفضاء في تجربة ناجحة وبعدها ارسلت قمر رصد الذي كانت مهمته ارسال الصور عن بعد من الأرض واجراء الاتصال مع المحطات الأرضية. ثم ارسلت قمر (نويد) الذي وصل الى مدار بارتفاع ٢٥٠ كيلومترا عن الارض وبعدها ارسلت قمر فجر الصناعي. وبعده جاء اطلاق غيرناجح للاقمار الصناعية “بيام” و “دوستي” و”ظفر١” ولكنها تمكنت ايران فيما بعد من اطلاق القمر الصناعي “نور١” وفي اخر نجاح لها في هذا المجال، اطلقت الجمهورية الاسلامية قمر “خيام” الصناعية من قاعدة “بايكونور” الفضائية في كازاخستان، بواسطة الصاروخ الروسي الحامل للأقمار الصناعية “سويوز”.
ان ايران وبكل فخر هي من بين الدول الـ ١٠ القادرة على صنع الاقمار الإصطناعية والصواريخ الحاملة لها وان هذه الصناعة اصبحت صناعة وطنية ومحلیة منذ سنوات عدیدةا.
