Home ContentSocial نموذج الخدمة في عصر الخطاب الروحاني العالمي

نموذج الخدمة في عصر الخطاب الروحاني العالمي

بواسطة الهدی
2 minutes read
نموذج الخدمة في عصر الخطاب الروحاني العالمي

يعتقد كبار الباحثين1 في التنظير للمستقبل أن العالم الذي يشرف على الدخول في مرحلة “النموذج الروحي”2، قد فقد أحد أكثر النماذج المعنوية نجاحا، الذي يُعتبر النموذج الأكمل في المجتمع. صحيح ان الخدمة والإحسان للآخرين منصوص عليهما في كل الأديان والرسالات السماوية، حتى أن الدكتور “جان ناس” يشير في كتابه “تاريخ الأديان” إلى القاعدة الذهبية للأديان، ويقدمها كقاعدة اساسية ومشتركة بين كل الأديان الإلهية وحتى الشرائع غير السماوية3، ويشيد بها، ولا مجال للتطرق إلى تفاصيلها بهذه العجالة. لكن الرسالة الإسلامية لم تكن تؤيد هذه القاعدة فحسب، بل إنها تعتبر هذه القاعدة الذهبية والخدمة الإنسانية للمجتمعات، من القيم المضافة التي تستحق التأمل والتدبر، لأنها مهمة جدا بالنسبة للمجتمعات الإنسانية. كما أن هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة تتحدث عن أهمية وقبول هذه القاعدة والقيم الإسلامية المضافة، ولديها الكثير من الكلام فيهما، وحري بالقراء مراجعتها أو الإستماع إليها. منها الآية الكريمة “إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها4”، أو الآية الاخرى القائلة “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها5 “، أو الآية الكريمة “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيراً6”، أو الآية الكريمة “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة7”.

وإلى جانب الآيات القرآنية النيرة، هناك الكثير من الروايات المنقولة عبر مدرسة أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام، تشير إلى القيم المضافة إلى القوانين الذهبية المذكورة في الأديان. ومن أجمل الموضوعات المطروحة في هذا المجال، يمكن الإشارة إلى رسالة الإمام علي عليه السلام إلى ولده الإمام الحسن المجتبى المذكورة في كتاب “نهج البلاغة” والتي تعتبر كلمة عالمية وتربوية وانسانية. وما أردنا قوله في هذه الكلمة المقتضبة، هو أن حلاوة الروايات ومضامين كلام الوحي كانتا تتجليان في شخصية هذا السيد الجليل الشهيد السيد ابراهيم رئيسي، ويمكن أن تكون نموذجا عمليا لكل المدراء والعاملين على خدمة الناس، ويعتمدها العالم كقيم مضافة من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وإليكم عناوين هذا النموذج المثالي:

– الإبتعاد عن الغرور والتكبر واعتماد الحياة البسيطة، وأن لايتخطى المرء نفسه سوى أنه عبد لله8.

– يجب أن يكون الإحسان للمجتمع بعيدا عن استقطاب الأنظار، ويكون بنية كسب رضى الله ورضوانه فقط9.

– الإحسان للمجتمع وكل بني الإنسان، يجب أن يكون من منطلق الإبتعاد عن الشهرة، فتكون قيمته أعلى وأغلى10.

– أن يعتقد المرء بأن مساعدة الآخرين، لاتقتصر على الغنى وعدم العوز، بل على الإنسان أن يتخلى عن كل مايحتاجه هو واسرته من أجل الآخرين11.

– أن يعتقد المرء بأن الإحسان وخدمة الآخرين، يجب أن لاتصاحبها أي منة، وأن يفتخر بخدمة الآخرين12.

– رئيس جمهورية ايران الاسلامية المحترم، الشهيد السيد ابراهيم رئيسي، أفنى عمره الشريف في طريق تحقيق هذه القيم، خلد اسمه على مدى التاريخ، خاصة وإن العالم مقبل على حقبة “الروحانية العالمية”. فطوبى له وخلَّد الله طريقته وذكراه.

1– مقال سهيل عنايت الله:

SPIRITUALITY AS THE FOURTH BOTTOM LINE

2– Paradigm of Spirituality

3– حب لغيرك كما تحب لنفسك، واكره لغيرك ما تكرهه لنفسك.

4– سورة الإسراء: ٧

5– سورة النساء: ٨٦

6– سورة الإنسان:١٠

7 – سورة الحشر:١٨

8– بلی من اسلم وجهه لله و هو محسن فله اجره عند ربه… سورة البقره: ١١٢

9– سورة التوبة: ٧٧

10– أفضل الأعمال أخفاها

11– سورة الإنسان: ١٠

12– سورة البقرة: ٢٦٤

بقلم: محمود واعظی

نموذج الخدمة في عصر الخطاب الروحاني العالمي

Leave a Comment

Alhoda

الهدی

تم التأسیس في العام ۱۹۸٤ کمؤسسة نشر دولیة بهدف توسیع التعاون الدولي بين الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وباقي الدول في مجال الکتاب و النتاجات الثقافية الاخرى وبعدها وسعت نشاطها في مختلف انحاء العالم.

للاتصال بنا