إن حرکة صحوة العالم الإسلامي في القرنین الرابع عشر و الخامس عشر للهجرة، ترافق الرجوع إلی القرآن الکریم و الجهود الکبیرة من أجل کتابة التفاسیر القرآنیة الجدیدة و عرضها حیث أخذ المسلمون المبادئ الفکریة لحیاتهم الإجتماعیة و السیاسیة و الثقافیة منها بواسطة فهم الآیات و إدراکها الجدید.
إن النزعة الإجتماعیة هي من أهم النزعات و أکثرها تأثیراً في علم تفسیر القرآن الکریم في العصر المعاصر. و نقطة الترکیز لهذه النزعة، هي تغییر فکرة المفسرین من وجهة النظر الشخصیة و الأخرویة إلی وجهة النظر الإجتماعیة. وفقاً لذلک إنهم یحاولون عرض حل لمشاکل المجتمع المادیة و المعنویة في تفسیرالقرآن الکریم. یذکر المفسرون المعاصرون رسالات القرآن و یجیبون عن أسئلة المخاطبین و شبهاتهم نظراً إلی معرفة حاجات عصرهم و إدراکها.
یوجد جوهر هذه النزعة في نشر النهضة الإصلاحیة و إزالة غبار العادة و التحریف و الخرافة والإنکماش والخمول عن وجه الدین و إثارة روح الکفاح و المقاومة و إیجاد هویة دینیة مستقلة تحت ظل معارف القرآن في المجتمع.
إن مفسري القرآن الکریم في هذه النزعة، هم المصلحون و المجددون الدینیون الذین یعتقدون أنّ حل المشاکل و إزالة انحطاط المسلمین و تخلفهم هو الرجوع إلی القرآن الکریم، الرجوع الذي یؤدي إلی معرفة التعالیم و الرسالات التي تهب الحیاة و أیضا یؤدي إلی تطور المجتمع الإسلامي و یصبح القرآن الکریم جزءا من حیاتهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.