إنّ تدوين الخواطر والأحداث والذكريات في حياة الدبلوماسيين والنشطاء الثقافيين، من العادات الطيّبة التي يؤرّخون من خلالها لحظات حياتهم الزاخرة بالوجوه والأحداث- الأعيان والأزمان بتعبير الكاتب- طيلة سنوات تولّيهم المسؤوليات الثقافية وأدائهم دورًا سبّاقًا لبلادهم في الحركة الثقافية العالميّة. هذا التقليد وهذه العادة من شأنها أن توثّقَ تاريخ الدول، وتاريخ علاقاتها الثقافية والفكرية على حدٍّ سواء. هي في الواقع وسيلةٌ لنقل الخبرات وأخذ العبر الناجحة من تجارب نموذجية في مجال التواصل والتبادل الحضاريين بين الشعوب والأمم.
الدكتور عباس خامه يار- المؤلف- الذي عمل قرابة أربعة عقودٍ كناشطٍ ثقافيٍّ ودبلوماسيٍّ فذٍّ في مجال العلاقات الثقافية الدولية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والبلدان العربية سواءً بصفته مستشارًا أو ملحقًا ثقافيًا لبلاده في الخارج أو خلال توليه مناصب ثقافية متعددة في الداخل، ساهم في استمرارية الحراك الثقافي وإحياء نبض التبادلات الثقافية وتشييد جسور الحوار والتقريب والتلاقي الفكري بين الدول. فهو يقدّم هنا مجموعةً من الخواطر التي يسجّل فيها لحظات لقاءاته واجتماعاته مع الشخصيات السياسية والدينية والثقافية والأكاديمية والحوزوية في وطنه والدول العربية وسائر الدول التي شملتها أسفاره ومهمّاته.
إنّ مؤسسة ومنشورات الهدى الدولية للثقافة والفنون، من خلال نشرها كتاب “جرحٌ وزيتون؛ أعيانٌ وأزمان” للدكتور عباس خامه يار، بطبعته العربية الأولى بعد صدور الطبعة الثانية منه بالفارسية، حيث لاقى إعجابًا كبيرًا من القارئ الإيراني، تهدف لنشر الأعمال البارزة في مجال الثقافة الدولية، وتعزيز هذا القطاع الثقافي، ومدّ جسور الحوار والتقريب والتعارف بين الحضارات، ساعيةً من خلال عرض هذه التجارب على القارئ العربي إلى تعزيز مجال علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الشخصيات الثقافية والسياسية والفكرية والدينية في الدول العربية وسائر المهتمين بهذا المجال في العالم العربي. على أمل أن يستمر هذا الحراك الثقافي والفكري، وهذا التقليد الحسن في تدوين الذكريات والخواطر وتوثيق الخبرات النموذجية، وتحليلها ونشرها في سائر أنحاء العالم بإذن الله تعالى.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.