يعتبر “خطاب الثورة الإسلامية” من أهم المبادئ الأساسية لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الخطاب الذي ينص على دعم المستضعفين ومساعدة المظلومين في كل أنحاء العالم. وبالرغم من أن بدء فترة حكومة الشهيد الدكتور السيد ابراهيم رئيسي تزامن مع بعض التطورات الإقليمية والعالمية، وبالتحديد في منطقة غرب آسيا التي كانت تشهد تطورات وتوترات كثيرة، إلا أن منهجية حكومته كانت تركز على الدفاع المؤثر عن تيار المقاومة، والتعامل المتبادل والمتزن مع العالم، وتوثيق العلاقات مع كل بلدان العالم خاصة دول الجوار. وبعيدا عن كل الآراء والمقولات المطروحة، كان رئيس الجمهورية الشهيد الدكتور ابراهيم رئيسي يعلم جيداً كيف يمكن استثمار التعليمات المنبثقة من الثقافة الإسلامية العريقة في المعادلات السياسية العالمية، لسَوقها نحو العدالة والسلام الشامل.
هذه المنهجية السياسية تدل على عمق الأفكار الإستراتيجية للشهيد آية الله رئيسي المنبثقة من مبادئ واسس الخطاب الإسلامي. فهي خطوة ذكية في مجال السياسة الخارجية، توضح الوجهة الصحيحة لهذه الحكومة في توجهها الدولي إزاء الدبلوماسية العامة. ذلك التوجه الذي يهتم بمصالح دول المنطقة، إضافة إلى المصالح العامة والمصالح الوطنية. الشهيد آية الله رئيسي كان يعلم جيداً أن “خطاب الثورة الإسلامية”، هو المؤشر الوحيد الذي يضمن المطالبة بالعدالة والسلام المستديم، ويوجد وحدة وتضامناً وصداقة بين شعوب المنطقة والعالم. إن حضوره القيم في عدة دورات لإجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتماده الخطاب المشترك بين أتباع كل الديانات السماوية، خير دليل على استيعاب هذه الشخصية المثابرة لجوهر ومهام المؤسسات المدنية الدولية، وكيفية تأثيرها على الرأي العام العالمي. ومن أهم جهود الحكومة الثالثة عشرة التي تبعث على الفخر والإعتزاز في مجال السياسة الخارجية، إهتمامه العملي بموضوع المقاومة والقضية الفلسطينية، وسعيه الدؤوب لردع الكيان الصهيوني من مواصلة ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، ومما لاشك فيه أن الدبلوماسي الشهيد الدكتور امير عبداللهيان وزير الخارجية، كان له دور أساسي في تطبيق هذه السياسة. الدكتور رئيسي، كان خادما صادقا، وناشطا لايعرف الملل والكلل، ولم تكن محبته تقتصر على الشعب الإيراني فحسب، بل كان شخصية محبوبة بين شعوب دول الجوار وشعوب العالم أيضا. وما تواتر برقيات التعزية والمواسات، وإعلان بضعة أيام حداداً عاماً على مستوى العديد من بلدان المنطقة، إلا دليلا على نفوذ شخصية آية الله رئيسي في قلوب شعوب المنطقة والعالم. وكما قال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي(دام ظله الشریف): “كان رئيسي العزيز لا يعرف الكلل والملل”، وفي هذه الحادثة الأليمة فقد الشعب الإيراني، خادماً ودوداً، ومخلصاً قيِّماً”. وبالرغم من أن فقدان رئيس خدوم و وزير خارجية مجاهد كالدكتور حسين أمير عبداللهيان في هذه الفترة يعتبر خسارة كبرى للشعب الإيراني وباقي الشعوب المحبة للحقيقة والعدالة، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت أكثر من مرة، أنها تتمتع بثبات واستقرار سياسي، وفي ظل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية تتمكن من اجتياز كل الأزمات مهما تكاثرت وتعقدت. فسلامُ الله ورحمتُه على “شهيد الجمهور” وشهيد استتباب الأمن والثبات في المنقطة وزملائه الأعزاء الذين لن يفارقوه حتى في رحلة الإستشهاد.
بقلم: محمد مهدي إيماني بور رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية