حسن عبد الكريم نصر الله (١٣٨٠- ١٤٤٦ هـ / ١٩٦٠- ٢٠٢٤ م) هو الأمين العام الثالث لحزب الله، تولَّى هذا المنصب في ١٦ فبراير ١٩٩٢ بعد اغتيال السيد عباس الموسوي على يد الكيان الصهيوني. شغل هذا المنصب حتى اغتياله في ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤.
وُلد نصر الله في برج حمود، وعاش في مِنطقة الكارنتينا. تعود أصوله إلى بلدة البازورية في جنوب لبنان، واضطُرَّت عائلته للنزوح إلى بيروت بحثًا عن فرص عمل.يُلقَّب بـ “السيِّد” نسبة إلى انتمائه لسلالة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم.
في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، احتلت إسرائيل جنوب لبنان بالتعاون مع جيش لبنان الجنوبي بقيادة أنطوان لحد. قاد نصر الله ما بين ١٩٨٥ و٢٠٠٠ العديدَ من العمليات العسكرية على الاحتلال الإسرائيلي، أفضَت إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني دون التوصُّل إلى أيِّ اتفاقية أو معاهدة مع لبنان.
في الانتخابات النيابية عام ١٩٩٢، دخل حزب الله البرلمان اللبناني للمرَّة الأولى، بعد حصوله على ١٢ مقعدًا. وفي عام ٢٠٠٦، وقَّع نصر الله مذكرة تفاهم مع العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، ما أسَّس لتحالف إستراتيجي استمرَّ حتى يوم اغتياله. وفي العام نفسه، اندلعت حرب تموز إثر قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في عملية الوعد الصادق، واستمرَّت العمليات العسكرية بين الجانبين مدَّة ٣٤ يومًا، وانتهت بقرار مجلس الأمن الدَّولي رقم ١٧٠١.
بدءًا من عام ٢٠١٢، أصبح حزب الله طرفًا فاعلًا في الحرب السورية، داعمًا للحكومة السورية. يُعد حسن نصر الله من أبرز قادة المقاومة في لبنان، ورمزًا لمِحوَر المقاومة ومعارضة الكيان الصهيوني. تحوَّل حزب الله تحت قيادته إلى عنصر فاعل في الحياة السياسية اللبنانية، وشارك في العديد من الحكومات واللجان النيابية.
صنَّفت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوربي، وعددٌ من الدول الحليفة لهما حزب الله منظمةً إرهابية (على نحو كامل أو جزئي). في حين تَعُد روسيا الحزب منظمةً سياسية واجتماعية شرعية، فيما يستمرُّ في تلقِّي الدعم المستمرِّ من إيران. أما الصين، فتتبنَّى موقفًا محايدًا، وتحافظ على عَلاقات عامَّة مع الحزب.
النشأة
وُلد حسن بن عبد الكريم نصر الله في برج حمود بقضاء المتن، يوم الأربعاء ٩ ربيع الأول ١٣٨٠هـ الموافق ٣١ أغسطس ١٩٦٠م، لعائلة شيعية. وكان الطفل التاسع من أصل عشرة أطفال. والده، السيد عبد الكريم نصر الله، كان قد ولد في البازورية، وهي مدينة في جنوب لبنان بقرب صور، وعمل في تجارة الخضار والفواكه، كان مهتمًّا بدراسة أصول الدين. التحق بمدرسة النجاح، ثم مدرسة سن الفيل الرسمية ذات الأغلبية المسيحية.
عام ١٩٧٥، اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، وأجبرت عائلة نصر الله، الذي كان بعمر ١٥ سنة، على العودة إلى البازورية. أكمل دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين، ثم انضم إلى حركة أمل، في ظل طابع البلدة الشيوعي والماركسي. عُيِّن نصر الله مندوبًا للحركة في البازورية.
تعرَّف في صور على امامَ مسجد الإمام جعفر الصادق السيد محمد الغروي، الذي ساعده في الذهاب إلى النجف، حيث تلقَّى الدراسة الإسلامية في الحوزة العلمية. التقى هناك بالسيد عباس الموسوي، الرجل الذي ستجمعه به عَلاقة صداقة متينة وشراكة في تأسيس حزب الله لاحقًا. بعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته، اضطُرَّ نصر الله إلى العودة إلى لبنان في ١٩٧٩.
بعد عودته إلى لبنان، درس نصر الله وعلَّم بالحوزة الدينية في بعلبك، التي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حزب الدعوة في النجف في عقد الستينيات. وأصبح لاحقًا مندوب حركة أمل في البقاع، وعضوًا في مكتبها السياسي المركزي.
تأسيس حزب الله
بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، حصل إنقسام في صفوف حركة أمل وظهر تياران، التيار الأول بقيادة نبيه بري، الذي كان مستعدًا للانضمام إلى هيئة الإنقاذ الوطني، وكانت تتألف إلى جانب بري كلًا من رئيس الجمهورية إلياس سركيس، رئيس الحكومة شفيق الوزان، فؤاد بطرس، نصري المعروف، وليد جنبلاط وبشير الجميل. التيار الآخر المعارض، بقيادة السيد حسين الموسوي، رفض الانضمام للهيئة بسبب وجود بشير الجميل فيها بعد تعامله مع الكيان الصهيوني.
مع تفاقم النزاع، انشق التيار الثاني عن حركة أمل، وظهر حزب الله للمرة الأولى، ودعا أعضاؤه الجدد الحركيين إلى ترك أمل والانضمام إلى حزب الله. شارك نصر الله في تأسيس حزب الله وانضم إليه عام ١٩٨٢، عندما كان بعمر ٢٢ سنة. انحصرت مسؤولياته الأولى بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية. تولّى لاحقًا منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها. أستحدث لاحقًا منصب المسؤول التنفيذي العام، وقد شغله نصر الله أيضًا وأصبح بذلك عضوًا في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله. في ١٩٨٩، غادر من بيروت إلى قم في إيران، حيث تابع هناك دراساته الدينية.
في ١٩٩١، بعد التطورات في الساحة اللبنانية والنزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل عاد إلى لبنان، وأنتخب عندها السيد عباس الموسوي أمينًا عامًا للحزب والشيخ نعيم قاسم نائبًا له، وإستلم نصر الله مسؤولياته التنفيذية السابقة.
قيادة حزب الله وتحرير جنوب لبنان
بعد اغتيال الكيان الصهيوني للأمين العام السيد عباس الموسوي بضربة جوية، أنتخب نصر الله خلفًا له في ١٦ شباط ١٩٩٢. خلال قيادته، حصل حزب الله على صواريخ ذات مدى طويل، ما سمح لهم بإستهداف شمال الكيان الصهيوني رغم إحتلالها لجنوب لبنان. في ١٩٩٣، قامت إسرائيل بعملية تصفية الحساب (حرب الأيام السبعة)، ما تسبب بتدمير معظم البنى التحتية اللبنانية. إلا أنها فشلت بتحقيق أهدافها المتمثلة بتدمير حزب الله وترسانة صواريخه. إنتهى القتال بإتفاق بين الطرفين، يتوقف بموجبه الكيان الصهيوني عن هجماته في لبنان مقابل أن يتوقف حزب الله عن قصف شمال الكيان.
رغم التوقّف لفترة قصيرة، قَصَفَ الجيش الإسرائيلي أهدافا قريبة من مواقع مدنية، ما دفع حزب الله للإستمرار في قصف شمال الكيان الصهيوني وإستهداف القوات المسلحة الإسرائيلية وجيش لبنان الجنوبي في ١٩٩٦، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عناقيد الغضب (حرب نيسان)، أدّت إلى عزل المدن الساحلية وتفجير قاعدة عسكرية سورية. بعد ١٦ يومًا من القتال، تفاهم الطرفان على وقف إطلاق النار. وسمي تفاهم نيسان كما في ١٩٩٣، لم يدم التفاهم طويلًا.
في الكيان الصهيوني، ظهر خلاف حول ضرورة وجود القوات المسلحة الإسرائيلية في جنوب لبنان. بعد خسائر إسرائيلية كبيرة في الجنوب، رأى بعض السياسيين الإسرائيليين أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. عام ٢٠٠٠، سحب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك جميع القوات الإسرائيلية نهائيًا من لبنان. بعد الانسحاب، إنهارت ميليشيا جيش لحد، هرب بعض أعضائها إلى الكيان الصهيوني واعتقل حزب الله بعضهم وسلّمهم للسلطات القضائية لمحاكمتهم. بعد النجاح أمام الجيش الإسرائيلي، زادت شعبية حزب الله في لبنان والعالم الإسلامي.
في ٢٠٠٤، لعب نصر الله دورًا أساسيًا في عمليات تبادل الإسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني، ما أدى للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين، بالإضافة إلى إعادة الكثير من الجثث بما فيها جئة إبنه السيد هادي نصر الله الذي استشهد عام ١٩٩٧. مجددًا، حقق حزب الله نجاحًا ومدح نصر الله على مدى واسع لتحقيقه هذه الإنجازات.
وفي تموز ٢٠٠٦خاض حزب الله حربا كبيرة ضد الجيش الإسرائيلي وحقق نصرا مهما بعد نجاحه في اسر جنديين إسرائيليين.
اعتصام المعارضة
في ١١ نوفمبر ٢٠٠٦، استقال جميع الوزراء الشيعة الستة في حكومة فؤاد السنيورة، منهم إثنين من حزب الله، اعتراضًا على قرار إنشاء محكمة دولية للتحقيق في قضية اغتيال الحريري. السنيورة رفض جميع الاستقالات وأرسلت الحكومة بعد يومين طلبًا رسميًا إلى مجلس الأمن لإنشاء محكمة دولية بهذا الخصوص. في ١ ديسمبر، تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين في بيروت، مطالبين بإستقالة فؤاد السنيورة. استمرت المظاهرات ١٨ شهرًا، وأدت في النهاية إلى اتفاق الدوحة، الذي مثل فيه حزب الله النائب محمد رعد وحسين الحاج حسن والوزير المستقيل محمد فنيش. حصلت المعارضة بموجب الاتفاق على ١١ وزيرًا من أصل ٣٠، ما منحها قدرة الفيتو.
الفراغ الرئاسي
بين ٢٠١٤ و٢٠١٦، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان. في البداية، كان المرشح الوحيد هو سمير جعجع، ما أدّى لمقاطعة تحالف ٨ آذار للجلسات الإنتخابية، وبالتالي عدم إكمال النصاب القانوني لفترة طويلة. في النهاية، أنتخب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، وكان قد حظي بدعم حزب الله منذ ترشحه للمنصب.
ثورة ١٧ تشرين
في ١٧ أكتوبر ٢٠١٩، نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة في لبنان، تظاهر اللبنانيون بشكل واسع للمطالبة بتنحي الطبقة السياسية، تشكيل حكومة متخصصین مستقلين وإجراء إصلاحات شاملة تنقذ لبنان من أزمته. إستهدفت الاحتجاجات جميع الأطراف السياسية أدّت التظاهرات لإستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، رغم اعتراض حزب الله على ذلك، في ٢٩ أكتوبر. في ١٩ ديسمبر، كلّف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة بدعم من حزب الله وحلفائه. شكّلت الحكومة في ٢١ يناير ٢٠٢٠، وتكونت من ٢٠ وزيرًا منهم إثنين من حزب الله.
انفجار مرفأ بيروت
في ٤ أغسطس ٢٠٢٠، انفجرت ٢٧٥٠ طن من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة في العنبر ١٢ في مرفأ بيروت، ما خلف نتائج كارثية على لبنان. أدّى الانفجار إلى وفاة أكثر من ١٩٠ بين لبناني وأجنبي، أكثر من ٦٥٠٠ مصاب، كما خسرت آلاف العائلات منازلها. قدّر حجم الخسائر الماديّة بأكثر من ١٥ مليار دولار أمريكي.
في ١٤ فبراير ٢٠٠٥، اغتيل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بعد انفجار سيارة مفخخة بـ ألف كغ من مادة (تي إن تي) أثناء مرور موكبه في بيروت. بعد ١٥ سنة، وتحديدًا في ١٨ أغسطس ٢٠٢٠، اتهمت المحكمة الدوليّة سليم عيّاش وهو عنصر في حزب الله بالمسؤولية خلف هذا الانفجار واغتيال الحريري.
رفض نصر الله مرارًا وتكرارًا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقرارها، وصرّح أن حزبه سيتعامل مع القرار «كأنه لم يصدر»، واتهم إلكيان الصهيوني بالمسؤولية خلف اغتيال الحريري.
الصراعات العسكرية
في ٢٥ مايو ٢٠١٣، صرّح نصر الله أن حزب الله يشارك في الحرب الأهلية السورية ضد “المتطرفين التكفيريين”، ووعد أنه لن يسمح للمسلحين بالسيطرة على الأراضي التي تحدّ لبنان. أكّد أيضًا أن حزب الله يحارب في مدينة القصير ذات الموقع الإستراتيجي إلى جانب الجيش السوري. “إذا سقطت سوريا في أيدي أمريكا، إسرائيل والتكفيريين، سيدخل سكان المنطقة في فترة مظلمة.
استشهاد السيد حسن نصر الله
في يوم الجمعة ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ الموافق ٢٧ سبتمبر (أيلول) ٢٠٢٤م، شنَّت القوات الجوية الإسرائيلية غارة جوية على مقرِّ حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وبحسب ما ورد استهدفت السيد حسن نصر الله. وأعلنت وِزارةُ الصحة اللبنانية مقتل شخصين وإصابة ٧٧شخصا.
وفي صباح يوم السبت ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ الموافق ٢٨ سبتمبر (أيلول) ٢٠٢٤م، أعلن الجيش الإسرائيلي أن نصر الله قُتل في الغارة. وبعد ساعات أكَّد حزب الله والسلطات اللبنانية استشهاد السيد نصر الله. نعاه الحزب قائلًا «لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما.»
الآراء السياسية
حول إلكيان الصهيوني والصراع العربي الإسرائيلي
قبل ٢٠٠٠، حول الإحتلال الإسرائيلي للبنان، قال نصر الله:”إذا كنا سنطرد الإحتلال الإسرائيلي من بلدنا، كيف نفعل ذلك؟ رأينا ما حصل في فلسطين، في الضفة الغربية، في قطاع غزة، في الجولان، في سيناء. وصلنا إلى قناعة بأننا لا نستطيع الاعتماد على الدول العربية، ولا على الأمم المتحدة… الطريقة الوحيدة هي أن نحمل السلاح ونقاتل قوات الإحتلال.»
في ٢٠٠٠، خلال مقابلة مع واشنطن بوست، قال نصر الله:
«أنا ضد أي صلح مع إسرائيل. أنا لا أعترف حتى بوجود دولة إسمها إسرائيل. أنا أعتبر وجودها ظالم وغير قانوني. لذلك، إذا قام لبنان بإتفاق سلام مع إسرائيل وطرح ذلك على البرلمان اللبناني، نواب حزب الله سيرفضون ذلك، لأن حزب الله ضد الصلح مع إسرائيل بالمبدأ.»
في ٢٦ مايو ٢٠٠٠، بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، قال نصر الله:
«يا أيها الناس ويا إخوتي الفلسطينيين، أريد أن أعلن إنّ إسرائيل هذه التي تملك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة، والله هي أوهن من بيت العنكبوت.»
في ٢٠٠٦، قال نصر الله: “لا يوجد حل للصراع في المنطقة بإستثناء إختفاء إسرائيل”.
على الرغم من اعتماده شعار “الموت لإسرائيل«و»الموت لأمريكا” في العديد من المرات، في ٢٠٠٣ خلال مقابلة له مع ذا نيويوركير، قال نصر الله:
“في نهاية المطاف، لا أحد يستطيع الذهاب إلى الحرب عن الفلسطينيين، حتى لو كان يعترض على ما وافق عليه الفلسطيينيون.”
في ٢٠٠٤، سئل إن كان يوافق على حل الدولتين، قال نصر الله:
“أنا لن أخرب ما هو شأن فلسطيني، لكن حتى الوصول إلى تسوية، أنا أشجع المقاومة الفلسطينية.”
في ٢ أغسطس ٢٠١٣، خلال مقابلة في يوم القدس قال نصر الله:
“إسرائيل سرطان يجب إستئصاله.”
حول اليهود والهولوكوست
وفقًا لنيوزيوك، وزارة الخارجية الإسرائيلية وروبرت ساتلوف، في ٩ أبريل ٢٠٠٠ خلال خطاب في عاشوراء، قال نصر الله:
“إن اليهود هم من إخترعوا الهولوكوست. إنه لمن الواضح أن الأرقام التي يتكلمون عنها مبالغ فيها بشكل كبير.”
في ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٩، عندما كان يقرأ بيان الحزب الجديد، أعلن نصر الله:
“مشكلتنا مع الإسرائيليين ليسوا أنهم يهود، بل إنهم محتلون يغتصبون أرضنا وأماكننا المقدسة.
وفقًا لإقتباس الكاتب أمل سعد غريب، نصر الله قال:
“إذا بحثنا في العالم كله عن شخص أكثر جبنًا، حقارةً، ضعفًا، واهن في النفس، الفكر، الأيدولوجيا والدين، لن تجد أحدًا أكثر من اليهودي. لاحظ، أنا لا أقول الإسرائيلي.”
الدين الإسلامي والإسلام السياسي
حول الدين الإسلامي، قال نصر الله:
«الإسلام يحمل الحل لمشاكل أي مجتمع. بالنسبة لنا، بإختصار، الإسلام ليس دينًا بسيطًا يحتوي على الصلاة والتسبيح فحسب، بل هو رسالة إلهية صممت للإنسانية، تستطيع الإجابة عن أي سؤال يطرحه الإنسان في حياته العامة والشخصية. الإسلام دين مصمم للمجتمع القادر على الثورة والبناء.»
في ٢٠٠٦، خلال خطاب له نقل على قناة المنار والجزيرة حول رسوم صحيفة يولاندس بوستن الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد (ص)، قال نصر الله:
«لو كان هناك مسلم قام بتنفيذ فتوى الإمام الخميني ضد المرتد سلمان رشدي، هذا الرعاع الذي يسيئ لنبينا محمد في الدنمارك، النرويج وفرنسا لم يكن ليتجرأ أن يقوم بذلك. أنا متأكد أن هناك الملايين من المسلمين المستعدين لتقديم حياتهم للدفاع عن شرف نبينا ومستعدين لفعل أي شيء لذلك.»
حول أحداث ١١ سبتمبر
«ما علاقة الأشخاص الذين يعملون في برجي التجارة العالمية، مع آلاف الموظفين، النساء والرجال، بالحروب في الشرق الأوسط؟ نحن ندين هذا العمل، وندين أي عمل يشبهه.. .
حول تجنيس الفلسطيين في لبنان
وفقًا للجنة متابعة الدقة في تقارير الشرق الأوسط في أمريكا، قال نصر الله:
“اللبنانيون يرفضون إعطاء الفلسطينيين المقيمين في لبنان الجنسية اللبنانية، ونحن نرفض إعادة توطينهم في لبنان. هناك وعي لبناني بهذا الخصوص، ونشكر الله أننا نتفق جميعًا على نتيجة واضحة ومحددة وهي رفض توطين الفلسطينيين في لبنان”.
آراء حوله
بحسب دراسة صدرت عن المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بالأردن سنة ٢٠٠٩ فإن نصر الله يعد من بين أكثر خمسين شخصية تأثيرًا في العالم الإسلامي. تصف العديد من المصادر نصر الله بأن لديه كاريزما وشخصية قويتين، فخطبه الحماسية والواثقة في أيام الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وفي حرب لبنان ٢٠٠٦ أثّرت في الكثيرين على مستوى العالم العربي والإسلامي. وقد خرجت المظاهرات المؤيدة له آنذاك في لبنان وعدد من الدول العربية، ويعتقد البعض أن حسن نصر الله الشخصية التي تقوم بدور الزعامة في مواجهة الكيان الصهيوني بعد رحيل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ويذهب البعض إلى أبعد من هذا حينما يعتبرونه رمزا بما يعرف بمقاومة الاحتلال وقِوى الاستعمار في العصر الحديث بـل إنهـم يقـارنــونــه بعبــد القــادر الجزائـري وعمــر المختـار، وأنـه يُعـدّ من الشخصيات القليلة التـي تحـسب الكيان الصهيوني ألف حساب لتهديداته ووعوده. كما يتمتّع بشعبية كبيرة خارج لبنان وخصوصاً في إيران ومصر وسوريا وفلسطين والمغرب العربي والبحرين والعراق والمنطقة الشرقية بالسعودية والكويت لمواقفه ضد إسرائيل.
ويحظى حسن نصر الله باحترام وتقدير مجموعة من علماء الدين السنة ومنهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أحد كبار علماء سوريا، ومفتي مصر الشيخ علي جمعة، والشيخ إبراهيم زيد الكيلاني من الأردن، والداعية فتحي يكن أحد القيادات السنية في لبنان، والشيخ راشد الغنوشي من تونس، والشيخ علي بلحاج من الجزائر.
الحياة الشخصية
نصرالله متزوج من فاطمة ياسين، التي تعود أصولها إلى قرية العباسية، وله ٥ أبناء: محمد جواد، زينب، محمد علي ومحمد مهدي، أمّا إبنه الأكبر السيد هادي فاستشهد في معركة مع الجنود الإسرائيليين في سبتمبر ١٩٩٧ في جبل الرفاعي.
في ليلة ١٢ سبتمبر ١٩٩٧، استشهد أربعة مقاتلين من حزب الله في كمين إسرائيلي قرب مليخ. كان من بين الشهداء هادي، ابن نصر الله الأكبر الذي كان يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا. كما استشهد خمسة جنود لبنانيين وامرأة في غارة جوية متزامنة شمال منطقة الحزام الأمني. واعتُبرت هذه الهجمات ردًا على عملية قبل أسبوع قُتل فيها اثنا عشر جنديًا إسرائيليًا من الكوماندوز. نُقل عن نصر الله قوله بعد تلقيه خبر وفاة ابنه: «أفخر بأن أكون والدًا لأحد الشهداء.»
عندما أصدرت قوات الدفاع الإسرائيلية صورًا لجثمان ابنه وعرضت مبادلته بأجزاء جثث من الذين قُتلوا في الكمين السابق، رد نصر الله قائلاً: «احتفظوا به. لدينا الكثير من الرجال مثل هادي مستعدين لتقديم أنفسهم للنضال.» وأُقيمت فترة حداد استمرت سبعة أيام في جنوب بيروت، حضرها ما يقدر بنحو مئتي ألف شخص يوميًا. استُعيد رفات ابنه إلى لبنان في عام ٢٠٠٤ كجزء من تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله حيث لعب نصر الله دورًا كبيرًا.