المشروع الصهيوني في الرؤية السورية
المشروع الصهيوني في رؤية الثورة الإسلامية الإيرانية
الرؤية السورية والإيرانية في المقاومة الفلسطينية
المقاومة الفلسطینیة فی الرؤیة السوریة
الثمن الذي تدفعه سوريا جراء وقوفها مع قوى المقاومة
المقاومة الفلسطينية في الرؤية الإيرانية
الإلإمام الخامنئي: المقاومة الطريق لتحرير فلسطين
الرؤية السورية والإيرانية في الاتفاقيات المنفردة مع العدو الصهيوني
الرؤية السورية في زيارة السادات للكيان الصهيوني
المحاولات السورية لتطويق زيارة منع امتدادات زيارة السادات للكيان الصهيوني
الرؤية السورية في الحلول المنفردة
زيارة السادات في الرؤية الإيرانية
إيران تكرم الضابط المصري الذي قتل السادات
رفض سوري وإيراني لاتفاقيات كامب ديفيد
الرفض السوري والمقاومة الصلبة لاتفاقيات كامب ديفيد
نتائج اتفاقيات كامب ديفيد الكارثية
الإمام الخميني يرفض اتفاقيات كامب ديفيد
الإمام الخامنئي يدعو مصر لإسقاط اتفاقات كامب ديفيد
الثورة الإسلامية الإيرانية تعارض الحلول المنفردة للقضية الفلسطينية
المشروع الصهيوني في الرؤية السورية
أدركت سوريا منذ اليوم الأول لظهور المشروع الصهيوني مدى خطورته على فلسطين وعلى المنطقة العربية، وبأنه سوف يهدد وجود الإنسان العربي، وسوف يغتصب الأرض، وينزعها من أيدي أصحابها، ويطردهم أو يستعبدهم، فهو سرطان يهدد الحياة بكاملها في المنطقة العربية والإسلامية، لهذا اعتبرت سوريا أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراع حدود بل هو صراع وجود، وأن هذا الكيان في فلسطين قاعدة للاستعمار الغربي يهدد الاستقلال والنمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. فناضلت سوريا من أجل إسقاط المشروع الصهيوني وقاومته، منذ أن حصلت على استقلالها الأول من الاستعمار التركي عام ١٩١٨، وقاتل السوريون مع إخوانهم الفلسطينيين في كل حروبهم ضد المشروع الصهيوني، وقاد السوري الشيخ عز الدين القسام ثورة عارمة في ثلاثينيات القرن العشرين هزت الوجود الصهيوني، وقد استخدم الاستعمار البريطاني المحتل لفلسطين كل أسلحته العسكرية والسياسية لإخمادها، فقتل العديد من الثوار وسجن وشرد، واستخدم الحيلة السياسية التي عرف بها الاستعمار البريطاني، فأصدر الكتاب الأبيض الذي تضمن وقف الهجرة اليهودية وإقامة كيان فلسطيني، فقبل به الحكام العرب الرجعيون، واقنعوا الثوار بوقف الثورة، ولكن سرعان ما قلبت بريطانيا الأمر، وأضافت بنوداً عليه لصالح المشروع الصهيوني، فسماه الثوار العرب الكتاب الأسود، ورفضته الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب السوري والشعب الفلسطيني .
اعتبرت سوريا أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراع حدود بل هو صراع وجود، وأن هذا الكيان في فلسطين قاعدة للاستعمار الغربي يهدد الاستقلال والنمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. فناضلت سوريا من أجل إسقاط المشروع الصهيوني وقاومته، منذ أن حصلت على استقلالها الأول من الاستعمار التركي عام ١٩١٨
الدور الوظيفي للكيان الصهيوني
بينا سابقاً الوظيفة التي حددتها الإمبريالية العالمية للكيان الصهيوني بأن يكون أداة بيدها من أجل أحكام السيطرة على ثروات المنطقة وفي مقدمتها اليوم النفط، وهذا ما أعلنته الحكومة الأمريكية بعد إعلان الأمم المتحدة عن قرارها بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية في عام ١٩٤٧، فقالت وزارة الخارجية الأمريكية بإن الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي إنشاء دولة يهودية إلى خلق قاعدة أمريكية آمنة متطورة في الشرق الأوسط(٢).
وشرح الرئيس حافظ الأسد في كلمته لقادة دول عدم الانحياز عن الغاية من وجود هذا الكيان، ووظيفته في منطقة الشرق الأوسط فقال : (جهدت الدعاية الصهيونية لسنوات طويلة كي تشوه الحقيقة، وتضلل العالم بالقول بإنها مظلومة تنشد السلام، ولكن استمرار عمليات الغزو والعدوان، وتصاعدها وهمجيتها لم يترك مجالاً ولو ضيقاً للتعمية أو التضليل، فمزق كل البراقع، وأزال كل الحجب، إسرائيل كيان غزو عدواني، لا يحمل إلا الشر والحقد والكراهية، ولا يبغي إلا التوسع والدمار والسيطرة على حساب أرض الآخرين، ودماء الآخرين، ومصالح الآخرين … إن مفهوم السلام عند إسرائيل التي تجاريها فيه الولايات المتحدة، هو أن تنتزع العرب بلداً بلداً من تاريخهم وتراثهم وأمانيهم، وأن تكبل أياديهم، بينما تبقى يدها طليقة، لتفرض بقوة السلاح الأمريكي إرادتها، وتحقق أطماعها في الأرض العربية وثرواتها، وتتوسع بقدر ما تمكنها قوتها العسكرية من التوسع …
جوهر الأمر: إننا أمام حركة عنصرية حققت نجاحات على مدى عقود من الزمن في نهجها العنصري، ونحو أهدافها العنصرية، والصراع هنا ليس بين العرب واليهود، ولا بين المسلمين واليهود، إنه بين العرب والمسلمین والعنصرية الصهيونية. إن الصراع هو بين الفكر العنصري، وما يفرضه من ممارسات عدوانية وبين الفكر التحرري .. وبالنتیجة هو صراع بين الصهيونية باعتبارها حركة عنصرية من جهة، وبين كل أعداء العنصرية في هذا العالم. ) (٣)
الوظيفة التي حددتها الإمبريالية العالمية للكيان الصهيوني بأن يكون أداة بيدها من أجل أحكام السيطرة على ثروات المنطقة وفي مقدمتها اليوم النفط، وهذا ما أعلنته الحكومة الأمريكية بعد إعلان الأمم المتحدة عن قرارها بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية في عام ١٩٤٧، فقالت وزارة الخارجية الأمريكية بإن الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي إنشاء دولة يهودية إلى خلق قاعدة أمريكية آمنة متطورة في الشرق الأوسط
وقد نبه الرئيس حافظ الأسد قادة العرب والعلماء والمفكرين العرب عن الخطر الجغرافي الذي يشكله الكيان الصهيوني في الأراضي العربية والإسلامية فقال : (إن مطامع إسرائيل تتسع لتمتد على أرض أخرى خارج الوطن العربي، على هضبة الأناضول على سبيل المثال هي جزء من دولة إسرائيل الكبرى .. تدرس إسرائيل أبناءها منذ صغرهم في المدارس، أن إسرائيل يجب أن تمتد من نهر مصر إلى النهر العظيم .. المقصود نهر الفرات.) (٤) فعملت سورية على التصدي للمشروع الصهيوني الجغرافي والاقتصادي في ساحات القتال، والكشف عن خطورته في المحافل الدولية والعربية والإسلامية، ولا تزال سورية تعاني اليوم من مقاومتها للمشروع الصهيوني من خلال حرب كونية شنت عليها، والتي قادها الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية والغربية والدول الرجعية في الوطن العربي.
المشروع الصهيوني في رؤية الثورة الإسلامية الإيرانية
أدرك الإمام آية الله الخميني منذ ريعان شبابه خطورة المشروع الصهيوني على إيران والأمة الإسلامية والعربية، وحدد شكل الصراع مع المشروع الصهيوني بأنه صراع وجود لا صراع حدود، وأكد على العرب والمسلمين أن يستمروا في مقاومته حتى إزالته عن الوجود. واعتبر الكيان الصهيوني في جسد الأمة الإسلامية هو غدة سرطانية قاتلة، يجب اجتثاثها وإلا قتلت الجسد، وأن لا يبقى على الأرض العربية والإسلامية إلا أصحابها الذين ورثوها منذ آلاف السنين .
أدرك الإمام آية الله الخميني منذ ريعان شبابه خطورة المشروع الصهيوني على إيران والأمة الإسلامية والعربية، وحدد شكل الصراع مع المشروع الصهيوني بأنه صراع وجود لا صراع حدود، وأكد على العرب والمسلمين أن يستمروا في مقاومته حتى إزالته عن الوجود. واعتبر الكيان الصهيوني في جسد الأمة الإسلامية هو غدة سرطانية قاتلة، يجب اجتثاثها وإلا قتلت الجسد، وأن لا يبقى على الأرض العربية والإسلامية إلا أصحابها الذين ورثوها منذ آلاف السنين
وبقيام الثورة الإسلامية الإيرانية العظيمة بزغ فجر جديد على العرب والمسلمين عامة والقضية الفلسطينية خاصة، حيث بدأت معاول التحول التاريخي في إيران بالعمل منذ اليوم الأول لانتصار الثورة، لتترجم أفكار الثورة وشعاراتها نحو القضية الفلسطينية إلى واقع عملي ملموس دون تأخير أو تأجيل، فتم إغلاق سفارة الكيان الصهيوني في طهران، وطرد وإجلاء الصهاينة عن أرض إيران الطاهرة، ورفع العلم الفلسطيني بدلاً من العلم الصهيوني على سارية السفارة، والاعتراف بها رسمياً بأنها سفارة فلسطين لا سفارة الكيان الصهيوني .
وأعلن قائد الثورة الراحل الإمام الخميني رحمة الله عليه أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للثورة الإسلامية في إيران، وذهب إلى أبعد من ذلك حين وضع مسألة تحرير القدس مهمة مقدسة في عنق الثورة ؛ وفي أعناق كل العرب والمسلمين، وقال : (إن قضية فلسطين والقدس لا تعني فقط الشعب الفلسطيني وحده، بل هي تعني كل مسلم يدب على الأرض، ولإبقاء القدس حية ومستمرة في أذهان المسلمين حدد يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان كل عام يوماً عالمیاً للقدس، يجدد فيها المسلمون في كل مكان العهد على تحرير القدس وتطهيرها من الدنس الصهيوني .)
كشف الإمام الخميني للشعب الإيراني عن مدى خطورة الكيان الصهيوني في فلسطين على منطقة الشرق الأوسط خاصة وعلى الأمة الإسلامية عامة، فهو يستهدف الإنسان والأرض والوطن والحرية والاستقلال والدين، فناشد قادة العالم الإسلامي بالعمل لمحاربة هذا الكيان للحفاظ على بلادهم ومقدساتهم فقال : (على قادة الدول أن ينتبهوا إلى أن جرثومة الفساد التي زرعت في قلب العالم الإسلامي لا يراد منها القضاء على الأمة العربية فحسب، بل خطرها وضررها يشمل الشرق الأوسط بأسره، فالمخطط المرسوم يقضي بقيام الصهيونية بالسيطرة والاستيلاء على العالم الإسلامي، واستعمار أوسع للأراضي والمنابع الغنية للبلدان الإسلامية.) (٥)
ونبه الإمام الخميني الأمة العربية والإسلامية بان المشروع الصهيوني لن يتوقف على احتلال فلسطين، فسوف يتمدد إلى العديد من الأقطار العربية والإسلامية فقال : (لقد كررت القول مراراً بأن إسرائيل لن تتوقف عند حدود معينة، فهي تتقدم خطوة خطوة، وكلما تقدمت خطوة قالت : هذه حدودنا. ثم تخطو في الغد خطوة أوسع، اليوم لبنان، وغداً – لا سمح الله – سوريا، وبعد غد العراق. وهكذا) (٦)
كشف الإمام الخميني للشعب الإيراني عن مدى خطورة الكيان الصهيوني في فلسطين على منطقة الشرق الأوسط خاصة وعلى الأمة الإسلامية عامة، فهو يستهدف الإنسان والأرض والوطن والحرية والاستقلال والدين، فناشد قادة العالم الإسلامي بالعمل لمحاربة هذا الكيان للحفاظ على بلادهم ومقدساتهم
ولهذا نرى شبه التطابق في هذه الرؤية في حديث قادة البلدين في مقاومة المشروع الصهيوني، فقال الرئيس حافظ الأسد : (لقد حاولت الصهيونية ونجحت ردحاً طويلاً من الزمن أن توهم العالم أن هذا الصراع هو خلاف حدودي، يسوى كما تسوى خلافات الحدود في أنحاء العالم. ولكن المستنيرين في عالمنا كله ما لبثوا أن أدركوا أنه صراع وجودي. وأن الاستعمار الصهيوني يريد الأرض، ويريد الهيمنة والسيطرة، وبانت الصهيونية على حقيقتها حركة استعمارية استيطانية.). وعن خطورة الصهيونية على العالم قال الرئيس حافظ الأسد: (الصهيونية شر للبشرية كلها). وعلى ضرورة مقاومة المشروع الصهيوني قال الرئيس حافظ الأسد : (يسيء فهم الصهيونية من يلقي بالاً إلى ذرائعها، ويسيء فهمها أيضاً من يظن أنها ترتدع بغير القوة). وقال : (نحن سننتصر بكل تأكيد، أولاً لأننا أصحاب حق، ثانياً لأننا الأكثر عدداً، والأقوى إيماناً، ولأننا مصممون على انتزاع حقنا، فلماذا لا ننتصر ؟ ). (٨) وأكد الرئيس حافظ الأسد على المقاومة وعدم الاستسلام للمشروع الصهيوني مهما بلغت قوته وقوة الدعم الغربي له فقال : (ليس في العرب الآن من يعتقد أننا سنرفع أيدينا مستسلمين ؛ مهما تكبر الضغوط، وتضغط الظروف التي يمكن أن يحيطونا بها.)(٩)
الرؤية السورية والإيرانية في المقاومة الفلسطينية
شكل الكيان الصهيوني باستمرار خطراً وجودياً على المنطقة العربية والإسلامية في نموها وتطورها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وعامل تهديد عسكري لها، وبؤرة استنزاف مستمرة لقدرات وموارد الأمتين العربية والإسلامية وخاصة دول الطوق سورية ومصر والأردن، فقد كانت ميزانية الدفاع في سورية على الدوام منذ نشوء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة إلى يومنا هذا تستهلك ثلاثة أرباع الميزانية السورية السنوية، والتي هي بأمس الحاجة لها من أجل التطور الصناعي والزراعي والثقافي والتعليمي والخدمي والاجتماعي ورفاهية شعبها، والسبب أن الكيان الصهيوني يشكل تهديداً أمنياً لها بشكل دائم، وهذا ينطبق على الدول العربية والإسلامية التي ترفض الوجود الصهيوني كإيران.
رأت سوريا أن الطريق نحو تحرير فلسطين يتطلب التضحية والمقاومة، وتقديم الشهداء، فقال الرئيس حافظ الأسد : (ما من شعب أراد وضحى إلا وانتصر، وهذه أمثلة التاريخ البعيدة والقريبة تؤكد عن الإيمان بالهدف، والتمسك بالمبدأ، والاستعداد للتضحية في سبيلهما هي طريق أكيد للنصر
ونضرب مثلاً على تلك الممارسات القريبة ما جاء في تصريحات لرئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية الجنرال (عاموس یادلین ) في تشرين الأول عام ٢٠١٠، أثناء تسليمه مهام جهاز الاستخبارات خلفاً للجنرال (أفيف كوخفي) التي عدد فيها إنجازاته الإرهابية والتخريبية خلال الأربع سنوات التي قضاها في رئاسة الجهاز في عدد من البلدان العربية والإسلامية، فذكر من أبرزها اغتيال الشهيد (عماد مغنية) في دمشق. وإعادة بناء العديد من شبكات التجسس لصالح الكيان الصهيوني في لبنان، وقال : (أعدنا تأهيل عناصرنا الأمنية في لبنان من الميليشيا التي كانت لها علاقة بنا منذ عام ١٩٧٠ (ومنها الكتائب والقوات اللبنانية)، والتي نجحت بإرادتنا في العديد من عمليات الاغتيال والتفجير ضد أعدائنا في لبنان. وكان الأهم سيطرتنا على قطاع الاتصالات في هذا البلد)، وذكر النجاح الذي حققه جهازه بإبعاد الجيش السوري عن لبنان. واعتبره عملاً رائعاً. واعتبر عملية اغتيال رفيق الحريري كان له الفعل الأكبر في إطلاق أكثر من مشروع لإسرائيل في لبنان، وكذلك اغتيال مغنية. وقال : (يجب مواصلة العمل بهذين المخططين على الساحة اللبنانية خصوصاً بعد صدور القرار الظني من المحكمة الدولية الذي يتهم حزب الله في مقتل رفيق الحريري، للانطلاق إلى مرحلة طال انتظارها على الساحة اللبنانية، وقبل التوجه إلى الساحة السورية، وهي المرحلة النهائية كي تنطلق جميع مشروعات الدولة اليهودية). وذكر أنه حقق العديد من الاختراقات في إيران، وقام جواسيسه هناك بأكثر من عملية تفجير واغتيال لعلماء الذرة والقادة الإيرانيين، وعمليات التجسس على البرنامج النووي الإيراني.
أكد الإمام الخميني على الدعم الإيراني الدائم للمجاهدين الفلسطينيين بكل ما تملك إيران من قدرات وإمكانات من أجل تحرير بلادهم من المغتصب الصهيوني، وتحرير كل الأراضي العربية التي يحتلها الكيان الصهيوني فقال الإمام الخميني : (.. نحن ندعم الأخوة الفلسطينيين دائماً بحدود إمكاناتنا وقدرتنا من أجل إنهاء الاعتداء الإسرائيلي وتحرير الأراضي الإسلامية من يد إسرائيل المغتصبة)
لقد صرح قادة الكيان الصهيوني وجهازه الموساد لشعورهم بعدم وجود الرد القوي الحاسم من قبل الدول العربية على تلك الجرائم وأعمال التخريب والتآمر التي اعترف بها رئيس جهاز الموساد الجنرال (عاموس يادلين)، بل سوف تزحف بعض الحكومات العربية على أنوفها لتعترف بالكيان الصهيوني، وتقيم أفضل العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتدعو لإقامة تحالف عربي صهيوني أمريكي ضد سورية وإيران ومحور المقاومة، وهذا ما شجع أكثر قادة الكيان الصهيوني على الغلو في ممارسة التخريب والنهب والإرهاب ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين. من هنا توحد الهدف السوري والإيراني ومحور المقاومة في ضرورة مقاومة الكيان الصهيوني ومشروعه السرطاني، وأصبحت مقاومته ضرورة وجودية ومصير وحياة لهذا المحور المقاوم الوحيد في الأمتين العربية والإسلامية .
المقاومة الفلسطینیة فی الرؤیة السوریة
تبنى حزب البعث منذ أن تسلم الحكم في سورية في ٨ آذار ١٩٦٣ نظرية المقاومة الشعبية في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني الاستيطاني إلى جانب الجيش السوري، وشجع على تشكيل تنظيم عسكري فلسطيني يمارس الحرب الشعبية ضد الكيان الصهيوني، وكان بداية نشوء منظمة فتح في سوريا، وبدعم ورعاية السلطة السورية وبالتنسيق مع الجيش السوري، وأطلقت فتح أول رصاصة من الجبهة السورية بموافقة الجيش السوري في الأول من كانون الثاني عام ١٩٦٥، ومن الجبهة السورية بدأت العمليات الفدائية الفلسطينية في داخل فلسطين المحتلة، وتحدث الرئيس حافظ الأسد في كلمته في المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث عام ١٩٨٥ عن دور سوريا كأول دولة عربية وإسلامية تتبنى المقاومة الفلسطينية، وأكد بأن سورية قاتلت ولا تزال من أجل تحرير فلسطين، وذلك رداً على المطبعين ودعاة الاستسلام في الساحة العربية والإسلامية الذين يشككون في دور سوريا المقاومة للكيان الصهيوني فقال : (.. سوريا التي انطلقت من أرضها أول رصاصة باتجاه فلسطين، وسوريا التي حاربت، وما زالت تحارب من أجل فلسطين، ومع القضية الفلسطينية رغم أنف المتخاذلين والمستسلمين والمتآمرين) (١١)
أكدت الثورة الإسلامية الإيرانية على مقولتها الدائمة : إن تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من الاستيطان الصهيوني ؛ لا يتم إلا بالمقاومة بكل أشكالها العسكرية والسياسية والثقافية، وكل الطرق غير طريق المقاومة هي ضياع لفلسطين وقضيتها العادلة بما فيها المفاوضات التي تتم تحت رعاية داعمي وراعيي المشروع الصهيوني، التي تتم تحت شعار مفاوضات التسوية مع الكيان الصهيوني.
ومن أقوال الرئيس حافظ الأسد التي تؤكد أن سوريا لن تفرط في فلسطين وثورتها حتى استعادة الحقوق الوطنية المشروعة : (إننا ملتزمون بموقف واضح من الثورة الفلسطينية، ومن فصائلها المقاتلة، التي نقف منها موقف الدعم والمساندة، ندفع عنها مؤامرات ومحاولات التصفية، ونسعى لتحقيق وحدتها، باعتبار أن العمل الفدائي فصيلة من فصائل القوى التي يعتمدها الشعب العربي في معركة التحرير.) وقال الرئيس حافظ الأسد : (إن هذا القطر سيبقى ملاذاً وسنداً للمقاومة الفلسطينية، يمدها بكل أنواع الدعم ويقدم للشعب العربي الفلسطيني ما يتطلب نضاله المشروع من أجل حقوقه، وهذا موقفنا الثابت الذي لا يقبل تبديلاً ولا تغييراً) (١٣)
لقد تأثر الإمام كثيراً عندما رأى في التلفاز السادات يجلس بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيغن ليوقع اتفاقيات كامب ديفيد فقال : (نعم إن السادات تابع. إنه تابع لأمريكا، إنه مستسلم بدون إرادة لأمريكا، مثل الملك عندنا (يقصد شاه إيران). وكم عليّ أن أعاني من الأسف، على أن يجلس شخص – يدعي بأنه رئيس دولة إسلامية – مع شخصين كلاهما عدوين للإسلام
وقد وضع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا هدف تحرير الأراضي الفلسطينية بكاملها والأراضي العربية المحتلة هدفاً استراتيجياً، كما وضع هدفاً مرحلياً لمواجهة الكيان الصهيوني، وقد تضمنه المؤتمر القطري الثامن للحزب في عام ١٩٨٥، في بند المجال السياسي جاء فيه التالي :
(١ – الهدف المرحلي للأمة العربية :
آ – التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة، وعدم التنازل أو التفريط بأي جزء منها.
ب – استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني بما فيه حقه في العودة، وتقرير المصير في وطنه، وبناء دولته المستقلة فوق ترابه الوطني.
ج – استمرار العمل على إسقاط اتفاقيات كامب ديفيد المصرية – الإسرائيلية، وجميع السياسات الهادفة إلى تحقيق تسويات جزئية أو منفردة) (١٥)
الثمن الذي تدفعه سوريا جراء وقوفها مع قوى المقاومة
سألت المحطة التركية (تي. آر. تي) الرئيس بشار الأسد في ٦ تشرين الأول ٢٠١٠ السؤال التالي : إلى متى وإلى أي مدى ستقوم سوريا بدعم حركات المقاومة في لبنان أو في فلسطين، ودفع ثمن ذلك ؟ أجاب الرئيس بشار الأسد : (طالما هناك حقوق مسلوبة سواء أرض أو سيادة أو تهديد أو غيرها، فسنبقى في هذا الخط، لا يوجد لدينا عشرات الخيارات، وقررنا اختيار هذا الشيء، ليس لأننا نحب الحرب والقتال، لا أحد يحب الحرب والقتال سوى فاقد العقل، ولكن هل هناك خيار آخر ؟ إذا كانت الشرعية الدولية لا تطبق، وإذا كانت الأخلاق غير موجودة في السياسة الدولية. وإذا كان المنطق هو منطق القوي فقط، وليس منطق العاقل، هو الذي يقود ويسود في هذا العالم، فلا يبقى خيار سوى المقاومة.) (١٦)
المقاومة الفلسطينية في الرؤية الإيرانية
في رؤية قادة الثورة الإسلامية في إيران الطريق لتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية لا یتم إلا بالجهاد والمقاومة. ولهذا معظم مقولات الإمام الخميني تؤكد على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية من قبل الدول والشعوب الإسلامية، وحمايتها ورعايتها، وأن لا يبخلوا عليها بالسلاح والمال والمؤن، وتقديم كل أسباب القوة لتحرير بلادهم المقدسة، ونصح رجال المقاومة بالتوكل على الله عز وجل، مسترشدين بالقرآن الكريم، وأن لا يصيبهم الإحباط والقنوط مع ظهور بعض المتخاذلين من الحكام العرب والمسلمين، أو تخاذل واستسلام بعض القادة المحسوبين على المقاومة الفلسطينية، أو من اختار طريق التطبيع مع العدو الصهيوني، فقال : (.. على المسلمين عامة وعلى الحكومات والأنظمة العربية خاصة المبادرة في الوقت الحاضر، ولأجل المحافظة على استقلالها، وبشكل التزامي حماية هذا الفصيل المجاهد ودعمه. وأن لا يدخروا وسعاً في سبيل إيصال الأسلحة والمؤن والذخائر لهؤلاء المجاهدين.
كما أن على الفدائيين المجاهدين مواصلة جهادهم بمنتهى الحزم والصلابة في سبيل تحقيق هدفهم المقدس، متوكلين على الله، مستندين إلى تعاليم القرآن الكريم، وعليهم أن يحذروا الإصابة بالإحباط نتيجة خمول وضعف بعض العناصر، الأمر الذي يعرض حماسهم للانتكاس والضعف)(١٧)
وأكد الإمام الخميني على الدعم الإيراني الدائم للمجاهدين الفلسطينيين بكل ما تملك إيران من قدرات وإمكانات من أجل تحرير بلادهم من المغتصب الصهيوني، وتحرير كل الأراضي العربية التي يحتلها الكيان الصهيوني فقال الإمام الخميني : (.. نحن ندعم الأخوة الفلسطينيين دائماً بحدود إمكاناتنا وقدرتنا من أجل إنهاء الاعتداء الإسرائيلي وتحرير الأراضي الإسلامية من يد إسرائيل المغتصبة) (١٨)
رأى الإمام الخميني وهو في منفاه في باريس في هذه الاتفاقيات جريمة كبرى بحق المسلمين والعرب عامة والفلسطينيين خاصة، وتفريطاً بالمقدسات ما بعده تفريط. وقد سئل الإمام من قبل وكالة آسوشيتد برس وهو في منفاه : هل تعارضون كبقية القادة الإسلاميين معاهدة كامب ديفيد ؟. أجاب الإمام : (معاهدة كامب ديفيد وأمثالها. مؤامرة تهدف إلى منح الشرعية لاعتداءات إسرائيل. وبالنتيجة غيرت الظروف لصالح إسرائيل، وجعلتها ضرراً للعرب والفلسطينيين، ومثل هذه الوضعية لن تكون مقبولة عند شعوب المنطقة.)
ورأى الإمام الخميني أن العمل على التخلص من هذا الكيان السرطاني لا يتم إلا باتحاد الدول الإسلامية، واستخدام كل الوسائل العسكرية والسياسية والاقتصادية ومنها النفط في المعركة مع الكيان الصهيوني فقال : (ولا يخفى أن التخلص من شر هذا الكابوس الاستعماري الأسود لا يتم إلا من خلال التضحية والصمود واتحاد الدول الإسلامية .. كذلك على حكومات الدول النفطية الإسلامية أن تستخدم نفطها وثرواتها الأخرى كسلاح ضد إسرائيل والمستعمرين، وأن تمتنع عن بيع النفط لتلك الدول التي تقدم العون لإسرائيل) (٢٠)
الإلإمام الخامنئي: المقاومة الطريق لتحرير فلسطين
دعا قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي الدول الإسلامية إلى العمل لاستعادة فلسطين من الاحتلال الصهيوني فقال في مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في طهران عام ١٩٩٧ : (أيها الأخوة الأعزاء هذا الوضع لا يتناسب مع العزة الإسلامية، وهو بعيد كل البعد عن علاج ما يلم بالأمة الإسلامية، يجب أن تتحمل السهم المناسب في استعادة الحق الفلسطيني، وأيضاً لا بد أن يخرج العالم الإسلامي من حالة الانفعال إلى حالة المبادرة والإقدام، هاتان المسؤوليتان يتحملهما الشباب المؤمن الغيور الفلسطيني.) (٢١)
أكدت الثورة الإسلامية الإيرانية على مقولتها الدائمة : إن تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من الاستيطان الصهيوني ؛ لا يتم إلا بالمقاومة بكل أشكالها العسكرية والسياسية والثقافية، وكل الطرق غير طريق المقاومة هي ضياع لفلسطين وقضيتها العادلة بما فيها المفاوضات التي تتم تحت رعاية داعمي وراعيي المشروع الصهيوني، التي تتم تحت شعار مفاوضات التسوية مع الكيان الصهيوني. وقد عبر مرشد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي عن صحة خيار المقاومة لتحرير فلسطين بعد تحرير غزة، وخروج القوات الصهيونية من قطاع غزة فقال : (.. على الساحة الفلسطينية ثمة إنجاز كبير يتمثل في انسحاب الصهاينة من غزة، حيث إن الصهاينة في السنوات الأخيرة صعدوا من عملياتهم الإجرامية، ومن القتل والتدمير في أرض فلسطين بشكل لم يسبق له مثيل، ولكن الشعب الفلسطيني يشهد اليوم ببركة المقاومة الفلسطينية هذا الحدث الفريد المفعم بالأمل.
هذه التجربة بعد تجربة هزيمة الصهاينة في جنوب لبنان، أثبتت للجميع أن المقاومة الفلسطينية بوجه الاحتلال هي وحدها العلاج الناجع للقضية الفلسطينية، وهي وحدها التي تستطيع أن تحبط أسطورة إسرائيل لا تقهر. إن الذي حرر غزة من وطأة الاحتلال هو الجهاد والمقاومة. وهذه المسألة يجب ألا تغيب عن أنظار الشعب الفلسطيني، وخاصة فصائل المقاومة.
إن المفاوضات مع العدو الصهيوني لا تستطيع، ولم تستطع خلال الأعوام السبعين الماضية أن تحرر شبراً واحداً من أرض فلسطين، ولن تستطيع ذلك في المستقبل. هذا الجهاد الطويل على طريق ذات الشوكة ؛ لا بد أن تكون له ثمار طيبة، فهذه سنة الله في الأرض، ووعده لعباده، إنه سبحانه لا يخلف الميعاد.) (٢٢)
ومن خلال ما عرضناه نرى توحد رؤية سوريا وإيران تجاه المقاومة الفلسطينية، وهما مرتكز محور المقاومة في العالمين العربي والإسلامي ضد المشاريع الصهيونية والإمبريالية العالمية، فهما يؤكدان مادياً ومعنوياً بشكل دائم على لسان قادة البلدين بضرورة دعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقق أهدافها في تحرير فلسطين والقدس ومسجدها الأقصى، وتقيم دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الرؤية السورية والإيرانية في الاتفاقيات المنفردة مع العدو الصهيوني
شكلت زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للكيان الصهيوني نكسة خطيرة للقضية الفلسطينية، وانعطافة سلبية في مسيرة النضال العربي والفلسطيني لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني. واعتبرها العديد من الباحثين والقانونيين بأنها شرعت رسمياً وقانونياً الوجود الصهيوني على أرض فلسطين، باعتراف رسمي لدولة عربية بالكيان الصهيوني، ونهاية مرحلة النضال العربي والإسلامي المسلح ضد وجود هذا الكيان. فكانت أول زيارة رسمية وعلنية لحاكم عربي في تاريخ الصراع ضد الوجود الصهيوني، وإن كانت هناك زيارات سبقت هذه الزيارة من قبل حكام عرب لهذا الكيان إلا أنها كانت تتم بسرية مطلقة، وخفية عن كل وسائل الإعلام خوفاً من ردة شعبية عليها، وقد ذكر الملك حسين ملك الأردن السابق في مذكراته أنه زار الكيان الصهيوني في الخمسينات والستينات عدة مرات قبل نكسة حزيران عام ١٩٦٧، وزارها بعد النكسة عدة مرات. وقال الرئيس حافظ الأسد عن زيارات الملك الحسين : (.. الاتصالات بين الملك الحسين وبين قادة إسرائيل كثيرة، اتصل بمائير، مع دايان، مع أبا أيبان، مع آلون، مع الآخرين حوالي عشر مرات كما ذكرت الصحف الإسرائيلية). (٢٣)
الرؤية السورية في زيارة السادات للكيان الصهيوني
جاءت زيارة أنور السادات للكيان الصهيوني في ١٩ تشرين الثاني ١٩٧٧ ضمن سلسلة من الخيانات للاتفاقيات التي عقدت بين القيادتين السورية والمصرية قبل شن حرب تشرين الأول عام ١٩٧٣، والتي تضمنت على تحرير الأراضي العربية المحتلة عام ١٩٦٧ من قبل العدو الصهيوني، واستعادة كامل الحقوق للشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه، وبناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وتم الاتفاق على عدم انفراد أي من الدولتين في قرار الحرب والسلام.
بدأت أولى أشكال الخيانة بنقض الاتفاق في أواخر أيام حرب تشرين، عندما أوقف السادات إطلاق النار على الجبهة المصرية، وترك الجبهة السورية وحيدة تواجه قوات العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً، وقد حاول الرئيس حافظ الأسد في عدة رسائل أرسلها للسادات خلال الحرب ناشده فيها عدم وقف إطلاق النار، ومتابعة القتال على الجبهة المصرية، وفق الخطة التي اتفقت عليها القيادتان السورية والمصرية قبل بدء حرب تشرين عام ١٩٧٣. تذرع السادات بطلبه وقف إطلاق النار باختراق صهيوني في الجبهة الغربية المصرية بدعم أمريكي، وأن جيشه لا يستطيع محاربة أمريكا ، وهذا ما جاء في رسالته للرئيس الأسد بأنه يقاتل أمريكا الآن، وليس لديه القدرة على مواجهتها، وجيشه غير قادر على حرب أمريكا، وسوف يباد إذا استمر بالحرب. ورد الرئيس حافظ الأسد عليه برسالة : إن الحرب كر وفر، والوضع لا يزال لصالح الجيشين السوري والمصري، بعد وصول قوات من دول عربية وصديقة إلى الجبهتين، وأن اختراقاً حدث أيضاً في الجبهة السورية، وهذه هي الحرب، فالخرق إذا حدث لا يعني وقف القتال، فيمكن سدها، ولا تزال الكفة لصالح الجيوش العربية، ولا بد من مواصلة القتال، فالحرب طويلة، والعدو الصهيوني لا يتحمل الحرب الطويلة، وسوف يهزم في النهاية، وإمكانية النصر متوفرة، واستعادة الأراضي العربية قريبة. إلا أن السادات لم يسمع لكلام الرئيس الأسد وأوقف إطلاق النار.
الرئيس حافظ الأسد : (إن كامب ديفيد هي الأرضية الحقيقية لأبرز المشاكل التي عانينا منها ونعاني منها في الوطن العربي .. وحتى هذا الوضع العربي السيئ ليس هدفهم النهائي، إنهم يريدون أن تسوء الأحوال إلى الحضيض، لكي يعيدوا من هذا الطين الرخو المتراكم المتناثر بناءهم الذي يريدون، البناء الذي يخدم التوجهات العريضة لكامب ديفيد، والواقع أن التوجهات العريضة هي ألا تبقى للعرب قوة، وألا تبقى للعرب الشخصية التي تتمتع بالقوة، وألا تبقى للعرب قدرة على الصمود، وأن تحقق بالتالي إسرائيل دولتها التوراتية، وهيمنتها التوراتية)
وعلى الرغم من مناشدة الرئيس حافظ الأسد للسادات ألا يوقف إطلاق النار، ويتابع المعركة مع الكيان الصهيوني، إلا أن السادات أوقف إطلاق النار على الجبهة المصرية، وأجبرت سورية على وقف إطلاق النار بعد يوم دام من المعارك على الجبهة السورية، حيث حشدت إسرائيل مدعومة بالجسر الجوي الأمريكي في ٢٢ تشرين الأول ١٩٧٣، الذي كان ينقل الدبابات الأمريكية من الولايات المتحدة إلى الجبهة السورية مع أطقمها. وبعد استشارة القادة العرب والاتحاد السوفيتي، وافقت سوريا على وقف إطلاق النار على الجبهة السورية، وبعد أيام استأنفت الحرب مع إسرائيل وحدها، التي استمرت ثلاثة أشهر، والتي أطلق عليها (حرب الاستنزاف).
تابع السادات سلسلة الاتفاقات المنفردة مع العدو الصهيوني والتي بدأت باتفاق الكيلو ١٠١ وانتهت باتفاقية كامب ديفيد المشؤومة، واعترف السادات بالكيان الصهيوني وتبادل معه العلاقات السياسية والاقتصادية . فحدث الخلاف بين سوريا ومصر على تلك الاتفاقيات المنفردة المصرية مع الكيان الصهيوني، وعملت السعودية على رأب الصدع بين الدولتين، فعقد اجتماع بين الوفدين السوري برئاسة الرئيس حافظ الأسد، والوفد المصري برئاسة أنور السادات في الرياض في ١٥ نيسان ١٩٧٥، تعهد فيه السادات بعدم القيام بأية حركة سياسية إلا باتفاق عربي لا سيما موافقة سورية، وشكلت لجنة عليا للتنسيق برئاسة نائبي رئيسي الجمهورية من أجل تنسيق وتوحيد العمل السياسي. (٢٥) ولكن بعد عدة أشهر عقد السادات اتفاقية أخرى مع الكيان الصهيوني باسم فصل القوات، والتي سميت باتفاقية سيناء، وأبرمت في الأول من أيلول / سبتمبر ١٩٧٥، فنقض السادات مرة أخرى ما اتفق عليه في الرياض مع الرئيس حافظ الأسد والملك السعودي فيصل.
بعد تشكيل الحكومة المؤقتة في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية أمر الإمام الخميني بقطع العلاقات مع مصر السادات بسبب معاهدة كامب ديفيد، وجاء في بيان الإمام حول هذا القطع مايلي : (نتيجة للمعاهدة الخيانية التي تم توقيعها بين مصر وإسرائيل ـ ونتيجة للطاعة العمياء لأمريكا والصهيونية، فإن الحكومة المؤقتة للجمهورية الإسلامية في إيران تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة المصرية.
وكشف الرئيس حافظ الأسد في خطاب له بمناسبة ثورة الثامن آذار في ٨ / ٣/ ١٩٨١ عن دور الشاه في هذه الزيارة، فقال: إن السادات ذكر إن فكرة الزيارة خطرت له، وهو في الطائرة التي كانت تقله إلى رومانيا، ثم عرج بعدها إلى طهران ثم الرياض، وعندما كان في إيران خطرت له فكرة زيارة القدس واللقاء مع القادة الصهاينة عندما استقبله الشاه في قصره، ولم يقل السادات للرئيس الأسد بأنه ناقش الفكرة مع الشاه، ثم انتقل إلى السعودية، ونفى أنه ناقش الزيارة مع المسؤولين السعوديين . وسخر الرئيس حافظ الأسد مما كان يسرد عليه السادات في الاجتماع، فحديثه معظمه كان كذباً وتبريراً وخداعاً من أجل أن يبرر زيارة الكيان الصهيوني تحت حبه وسعيه للسلام. وقال الرئيس حافظ الأسد في الخطاب : (.. أراد أن يقنعني بمبررات الزيارة، بفوائد الزيارة، بأهداف الزيارة، وكما قلت لم يكن صادقاً فيما رواه.) (٢٧)
المحاولات السورية لتطويق زيارة منع امتدادات زيارة السادات للكيان الصهيوني
من خلال إدراك القيادة السورية لخطورة نتائج زيارة السادات للكيان الصهيوني على مجمل الصراع العربي الإسلامي مع المشروع الصهيوني في المنطقة، وعلى القضية الفلسطينية خاصة، سعت القيادة السورية إلى تطويقها، ومنع امتداداتها السلبية في الساحة العربية، والتحاق دول عربية بالمشروع الاستسلامي التصفوي الذي يقوده السادات، حيث كانت عدة دول عربية تترقب ردود الفعل على الزيارة لدى الشعوب العربية والإسلامية عامة، ولشعوبها خاصة، فإن كانت ضعيفة أيدت الزيارة، والتحقت بركب التسوية، وإن وجدت رفضاً شعبياً عارماً ؛ أعلنت عن رفضها للزيارة، ونددت بها، ثم تلتف على القرارات العربية المقاطعة للتطبيع والزيارة، وتلتقي مع السادات سراً ثم تعلن السير في ركب التسوية والتطبيع، وهذا ما حدث بعد سنوات من قبل عدة بلدان عربية إن لم يكن معظمها.
تحركت الدبلوماسية السورية بقيادة الرئيس حافظ الأسد بنشاط مكثف على الساحتين العربية والدولية لتحقيق موقف عربي وإسلامي صلب لمواجهة نتائج الزيارة، فقام الرئيس الأسد بزيارات واتصالات مكثفة مع جميع الدول العربية، نتج عنها عقد مؤتمر قمة للدول التالية : سورية وليبيا والعراق واليمن الجنوبي والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الليبية ما بين ٢ – ٥ كانون الأول ١٩٧٧، نتج عنه قيام جبهة باسم (جبهة الصمود والتصدي) من تلك الدول عدا العراق الذي رفض الانضمام لتلك الجبهة. وكان هدف إقامة الجبهة إدانة زيارة السادات وإسقاط نتائجها، والعمل على تجميد عضوية مصر في الجامعة العربية، وبناء تحالف سياسي وعسكري بين أعضاء الجبهة، والتأكيد على مواصلة مسيرة النضال ضد المشروع الصهيوني في المنطقة. (٢٨)
الرؤية السورية في الحلول المنفردة
رفضت سورية الحلول المنفردة للقضية الفلسطينية وللأراضي العربية المحتلة مع الكيان الصهيوني لأنه يفرط بالحقوق الفلسطينية والعربية، ويضعف الفريق العربي المفاوض أمام العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً، وهو الرابح دائماً من المفاوضات المنفردة، حيث يأخذ كل شيء ولا يعطي شيئاً إلا الوعود الكاذبة، وأقرب الأمثلة على ذلك اتفاقية أوسلو التي تمت بين عرفات والكيان الصهيوني في أيلول ١٩٩٤، وفيها أعطي الفلسطينيون حكماً ذاتياً في جزء من الضفة الغربية على أن تعلن دولة مسلوبة الاستقلال بعد خمس سنوات على غزة وأجزاء من الضفة الغربية، وأعلنت الأعراس الفلسطينية والعربية المطبعة، وها نحن نقترب من ثلاثين عاماً على توقيع الاتفاقية، فلم يحصل الفلسطينيون على شيء سوى مركز حكومي في مدينة رام الله فيها رئيس وحكومة وشرطة وأمن، فالرئيس لا يخرج إلا بأذن من السلطة الصهيونية، وكذلك حكومته، فله ولها أن يقول ويصرح ويهدد ما يشاء في المحافل الدولية والإقليمية، ويستقبل الوفود والزعماء من كل أنحاء الدول، ولكن القرار المنفذ على الأرض بيد الكيان الصهيوني، الذي يتوسع ويبني عشرات المستوطنات في المناطق المحسوبة حسب الاتفاقية للفلسطينيين، ويهود القدس، ويعتدي على المدن الخاضعة للسلطة الفلسطينية، فيعتقل من يشاء، ويقتل من يشاء، والسلطة تحتج ولا حياة لمن ينادي.
وقد رفض الرئيس حافظ الأسد تلك الاتفاقية، وقال للسلطة الفلسطينية : ستحتاجون لكل بند من الاتفاقية إلى اتفاقية، وحذرها من الوقوع في هذا الفخ الصهيوني، ولكن السلطة عمتها بهرجة السلطة، ولم تفق إلا بعد فوات الأوان، وقال الرئيس بشار الأسد عن نتائجها الكارثية على الشعب الفلسطيني : (إن ما يجري في الأراضي الفلسطينية هو درس للجميع يؤكد صحة الموقف السوري الرافض للاتفاقات المرحلية والمعاهدات الثنائية، لأن السلام، إما أن يكون سلاماً عادلاً وشاملاً، أو أن لا يكون، كما برهنت الأحداث بعد تسع سنوات على اتفاقيات أوسلو، وما لحق خلالها بالشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان في ظل أوهام الوعود التي قادت إلى الأحداث المأساوية الراهنة) (٢٩)
السلام الذي تراه سوريا هو السلام الذي تستعيد فيه كل أراضيها المحتلة، وتعيد الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في العودة، وإنشاء دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، ولا تعترف سوريا بأي اتفاقية سلام لا يعيد كامل الحقوق بما فيها الأرض والمياه والثروة والمقدسات، وعن ذلك قال الرئيس بشار الأسد : (.. الشعوب العربية سترفض أي سلام لا يعيد الحقوق العربية المشروعة كاملة. والسلام الذي ترفضه الشعوب لن يكون سلاماً حقيقياً ؛ يضمن الأمن لشعوب المنطقة، حتى ولو وقعت عليه الحكومات.) (٣٠)
زيارة السادات في الرؤية الإيرانية
جاءت الزيارة المشؤومة للرئيس المصري أنور السادات للكيان الصهيوني عام ١٩٧٧ في الوقت الذي كان الشعب الإيراني المسلم يخوض نضالاً شرساً مع نظام الشاه المستبد الحليف القوي لأمريكا وللكيان الصهيوني، وقائد الثورة الإمام الخميني يدير الثورة في داخل إيران في منفاه في العراق، فدعا الإمام إلى رفض الزيارة واعتبرها قمة في الخيانة لفلسطين والعرب والمسلمين، ورفض رفضاً مطلقاً كل ما ينتج عنها، لأن زيارة السادات الخيانية حققت للكيان الصهيوني قمة أحلامه باعتراف أكبر دولة عربية وهي مصر بوجوده واحتلاله للأراضي الفلسطينية ولمقدسات العرب والمسلمين فقال الإمام : (.. أصبح الخطر الآن أقرب وأكثر جدية بواسطة المخطط الاستعماري للصلح بين مصر وإسرائيل. إن السادات بقبوله هذا الصلح جعل تبعيته للحكومة الأمريكية الاستعمارية أكثر. ولا يمكن توقع أكثر من هذا من صديق الملك محمد رضا المخلوع) (٣١)
ولقد تأثر الإمام كثيراً عندما رأى في التلفاز السادات يجلس بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيغن ليوقع اتفاقيات كامب ديفيد فقال : (نعم إن السادات تابع. إنه تابع لأمريكا، إنه مستسلم بدون إرادة لأمريكا، مثل الملك عندنا (يقصد شاه إيران). وكم عليّ أن أعاني من الأسف، على أن يجلس شخص – يدعي بأنه رئيس دولة إسلامية – مع شخصين كلاهما عدوين للإسلام، نظام إسرائيل عدو الإسلام، وأخيه كارتر على منضدة واحدة، ويعقد معهما معاهدة ضد الإسلام، ونحن نجلس ونستمع، والشعب المصري يجلس ويستمع، وأنتم أيها الكتاب أيضاً تجلسون وتستمعون، لكم يدعو هذا الأمر إلى الأسف. وكم عليّ أن أعاني مع الأسف على هذا الوضع المزري، حيث يقيم هؤلاء مثل هذه الصلات مع أعداء الإسلام، مع الذين يطلقون النار على المسلمين، ويجلسون معهم على طاولة واحدة، ويعقدون فيما بينهم معاهدة ضد المسلمين. والأسوأ من ذلك أن يبقى المسلمون والحكومات الإسلامية والشعوب متفرجين على ذلك.) (٣٢)
إيران تكرم الضابط المصري الذي قتل السادات
شكل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات رمزاً للخيانة لنضال الأمتين العربية والإسلامية ضد المشروع الصهيوني عبر عقود من الزمن قدمت فيه آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، ونزوح الملايين من فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وهدر كل ما قدمته من موارد مالية وبشرية وعسكرية منذ عام ١٩٢٩ وحتى حرب عام ١٩٧٣. وهدر خاصة دماء شهداء فلسطين وسورية ومصر والأردن ولبنان وغيرها من البلدان العربية من دون ثمن.
دعا الإمام الخميني الشعب المصري إلى محاسبة أنور السادات على ما ارتكب من جريمة لا تغتفر بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وبحق الشعب المصري لما قام به من خذلان وتفريط للشهداء المصريين الذين قاتلوا وجاهدوا وحاربوا الكيان الصهيوني عشرات السنين وقال : (على الشعب المصري أن يبادر لقطع يدّ هذا الخائن عن مصر، وإزالة عار الاستسلام لأمريكا والصهيونية). (٣٣)
فكان لنبأ مقتله في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) عام ١٩٨٠ على يد مجموعة من العسكريين المصريين بقيادة الضابط المصري خالد إسلامبولي فرحة عارمة عمت العالمين العربي والإسلامي، وإن كانت لم تغير شيئاً فيما ارتكب السادات من جريمة التفريط بفلسطين وشعبها ومقدساتها، فلم تسقط اتفاقيات كامب ديفيد، ولم يتبدل النظام في مصر ويعود إلى خندق المقاومة والنضال ضد الوجود الصهيوني، لكنها عملية بطولية أكدت أن غالبية الشعب المصري ومن خلفهم العرب والمسلمین يرفضون الاتفاقات مع العدو الصهيوني التي تفرط بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهم باقون على إزالة الكيان الصهيوني من أراضيهم المقدسة، وأن القصاص بالخونة حق وعدل تقره شرائع الأرض والسماء.
وتخليداً للعملية الجهادية التي قام بها الشهيد خالد إسلامبولي، ورفاقه أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية اسم الشهيد خالد إسلامبولي على أحد شوارع العاصمة طهران الرئيسية تكريماً له ولبطولته، ووضعت له صورة شخصية في لوحة جدارية ضخمة بالألوان الطبيعية، علقت في الشارع المذكور.
رفض سوري وإيراني لاتفاقيات كامب ديفيد
في ١٧ أيلول عام ١٩٧٨ وقع الرئيس المصري أنور السادات مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيغن بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأمريكية معاهدة استسلام وسلام مع العدو الصهيوني، اعترفت مصر رسمياً بمشروعية الوجود لدولة الكيان الصهيوني، مقابل انسحاب القوات الصهيونية من منطقة سيناء وشرق قناة السويس، فتعود هذه الأراضي إلى مصر ولكن بشكل مقيد، ومنقوص السيادة للدولة المصرية بما تضمنته من شروط قاسية مقيدة لحرية مصر فيها ،والموافقة على تواجد لقوات أمريكية دائمة على الحدود المصرية الفلسطينية للفصل بين الطرفين.
رفضت سورية وإيران بعد الثورة اتفاقات كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات مع الكيان الصهيوني عام ١٩٧٨، والتي سببت نكسة خطيرة للشعب الفلسطيني ونضاله في سبيل تحرير أرضه ومقدساته ونيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وشكلت أول اعتراف لدولة عربية رسمياً ودولياً بالوجود الصهيوني السرطاني على الأراضي الفلسطينية وبكيانه الخطر على الأمتين العربية والإسلامية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً. وفتحت الباب للأنظمة العربية والإسلامية لإقامة العلاقات مع هذا الكيان. إضافة إلى خروج مصر بحجمها الكبير البشري والحضاري، وجيشها من الصراع مع العدو الصهيوني.
الرفض السوري والمقاومة الصلبة لاتفاقيات كامب ديفيد
تحدثنا سابقاً عن رفض الرئيس حافظ الأسد لزيارة الرئيس المصري الأسبق للكيان الصهيوني في عام ١٩٧٧، وبينا فيما عرضنا من كلماته خطورة الزيارة على القضية الفلسطينية بشكل خاص وعلى النضال العربي الطويل ضد المشروع الصهيوني الاستيطاني في المنطقة. ثم جاءت اتفاقيات كامب ديفيد، فرأت سوريا أنها تشكل خطورة كبرى على مستقبل الوطن العربي وإنهاء وتصفية للقضية في الأمور التالية :
– أخلت بالتوازن في المنطقة لصالح العدو الصهيوني.
– عزلت وأخرجت مصر الدولة العربية الكبيرة من ساحة الصراع العربي – الصهيوني. فخسر العرب الجيش المصري كقوة عسكرية في هذا الصراع.
– إدخال الولايات المتحدة الشريك والداعم للكيان الصهيوني طرفاً رئيسياً في هذا الصراع بشكل رسمي وعلني برضا دول عربية.
– تصفية القضية الفلسطينية من خلال إنهاء الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، ونكران حقه في تقرير مصيره والاعتراف بالهيمنة للكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية.
– تناست الاتفاقيات بشكل متعمد مدينة القدس المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين، مما يعني تنازل مصر السادات رسمياً عن الحقوق العربية والقومية والتاريخية والدينية والقانونية لمدينة القدس، والاعتراف بالمطالب الصهيونية المزيفة لضم القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني.
وبعد التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد عمل الرئيس حافظ الأسد والدبلوماسية السورية على عدة اتجاهات ومنها:
– تبيان خطورتها للشعب العربي والأمة الإسلامية.
– تطويقها وحصرها ومنع امتداداتها إلى الدول العربية، وخاصة هناك دول عربية حليفة للولايات المتحدة كانت مهيأة لتشريع كامب ديفيد وتقليدها بعقد اتفاقات مع العدو الصهيوني.
– العمل على جمع كلمة العرب والمسلمين للتصدي لحركة الاستسلام للعدو الصهيوني التي نشأت علانية بعد كامب ديفيد. ووقف كل الخلافات مع الدول العربية للتصدي لهذه الاتفاقيات، وتحقيق التضامن العربي ضدها.
– الاستفادة من الهبة الجماهيرية العربية والإسلامية ضدها وتوظيفها لصالح مقاومة المشروع الصهيوني، ورفض أي اتفاق مذل معه. (٣٤)
وبعد التوقيع على الاتفاقات بين السادات والكيان الصهيوني دعت سوريا لعقد مؤتمر قمة عربية طارئ، من أجل بحث السبل النضالية لمواجهة نتائج كامب ديفيد. وفعلاً تم عقد مؤتمر قمة عربي في بغداد ما بين ٢٧ – ٣١ آذار ١٩٧٩، حضرته سوريا بوفد رفيع يرأسه الرئيس حافظ الأسد، وتقدم الوفد السوري بعدة مقترحات منها : مقاطعة النظام المصري سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ووقف جميع أنواع التعامل معه، ومنها قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية. وتعليق عضوية مصر في الجامعة العربية، ونقل مقر الجامعة إلى تونس، وتطبيق قانون المقاطعة على المؤسسات والشركات والأفراد الذين يتعاملون مع العدو الصهيوني بصورة مباشرة وغير مباشرة. وقد أقر المؤتمر بعد مناقشات طويلة المقترحات السورية. (٣٥) كما تم تعليق عضوية مصر في منظمة المؤتمر الإسلامي.
نتائج اتفاقيات كامب ديفيد الكارثية
لقد ألحقت اتفاقيات كامب ديفيد مجموعة من الكوارث على القضية الفلسطينية، وعلى وحدة الصف العربي الإسلامي في مواجهة المشروع الصهيوني السرطاني، وخلقت الصراعات العربية – العربية، والعربية – الإسلامية، وفتحت الفرصة للمتخاذلين والعملاء من الحكام العرب والمسلمين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وإقامة التحالفات والمشاريع المضادة للعرب والمسلمين مع الكيان، وعن ذلك قال الرئيس حافظ الأسد : (إن كامب ديفيد هي الأرضية الحقيقية لأبرز المشاكل التي عانينا منها ونعاني منها في الوطن العربي .. وحتى هذا الوضع العربي السيئ ليس هدفهم النهائي، إنهم يريدون أن تسوء الأحوال إلى الحضيض، لكي يعيدوا من هذا الطين الرخو المتراكم المتناثر بناءهم الذي يريدون، البناء الذي يخدم التوجهات العريضة لكامب ديفيد، والواقع أن التوجهات العريضة هي ألا تبقى للعرب قوة، وألا تبقى للعرب الشخصية التي تتمتع بالقوة، وألا تبقى للعرب قدرة على الصمود، وأن تحقق بالتالي إسرائيل دولتها التوراتية، وهيمنتها التوراتية) (٣٦)
الإمام الخميني يرفض اتفاقيات كامب ديفيد
رأى الإمام الخميني وهو في منفاه في باريس في هذه الاتفاقيات جريمة كبرى بحق المسلمين والعرب عامة والفلسطينيين خاصة، وتفريطاً بالمقدسات ما بعده تفريط. وقد سئل الإمام من قبل وكالة آسوشيتد برس وهو في منفاه : هل تعارضون كبقية القادة الإسلاميين معاهدة كامب ديفيد ؟. أجاب الإمام : (معاهدة كامب ديفيد وأمثالها. مؤامرة تهدف إلى منح الشرعية لاعتداءات إسرائيل. وبالنتيجة غيرت الظروف لصالح إسرائيل، وجعلتها ضرراً للعرب والفلسطينيين، ومثل هذه الوضعية لن تكون مقبولة عند شعوب المنطقة.) (٣٧).
كما قال الإمام الخميني في منفاه لصحيفة السفير اللبنانية عن الاتفاقية : (ان معاهدة كامب ديفيد أو كل موقف يقوي موقف إسرائيل أكثر لن بكون مضراً بالفلسطينيين والعرب فقط. بل سيكون مُضراً بكل بلدان المنطقة، وسيؤدي بالنتيجة إلى تقوية كل القوى الرجعية في المنطقة .) (٣٨)
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، اعتبر الإمام الخميني في بيان له أن إيران الإسلامية تقف مع البلدان العربية الرافضة لهذه الاتفاقيات الخيانية، فجاء في بيانه في ٢٦ آذار ١٩٧٩ : (إن إيران تعتبر نفسها على طريق واحد مع الأخوة من مسلمي البلدان العربية، وترى نفسها شريكة معهم في اتخاذ القرارات. إن إيران تعتقد أن صلح السادات مع إسرائيل خيانة للإسلام والمسلمين والأخوة العرب. وهي تؤيد الموقف السياسي للبلدان التي تعارض هذه المعاهدة .)
ودعا الإمام إلى محاسبة الرئيس المصري أنور السادات الذي وقع هذه الاتفاقيات الخيانية مع العدو الصهيوني، الذي ازدادت خطورته على المنطقة العربية والإسلامية بسبب هذا الصلح بين مصر والكيان الصهيوني، وبعد أن أعلن السادات نفسه تابعاً للولايات المتحدة الأمريكية. (٣٩).
قطع العلاقات مع مصر السادات
وبعد تشكيل الحكومة المؤقتة في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية أمر الإمام الخميني بقطع العلاقات مع مصر السادات بسبب معاهدة كامب ديفيد، وجاء في بيان الإمام حول هذا القطع مايلي : (نتيجة للمعاهدة الخيانية التي تم توقيعها بين مصر وإسرائيل ـ ونتيجة للطاعة العمياء لأمريكا والصهيونية، فإن الحكومة المؤقتة للجمهورية الإسلامية في إيران تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة المصرية.(٤٠).
الإمام الخامنئي يدعو مصر لإسقاط اتفاقات كامب ديفيد
واستمرت إيران في رؤيتها بأن اتفاقيات كامب ديفيد هي من فتحت الأبواب لعمليات الاستسلام للعدو الصهيوني، وأسهمت في التفريط بالقضية الفلسطينية، وفتحت الباب للمتخاذلين من العرب والفلسطينيين بعقد اتفاقات وعلاقات مع الكيان الصهيوني، وكانت وما زالت في الفتور في العلاقات بين إيران ومصر. وفي أول زيارة قام بها وفد من الأزهر في أوائل كانون الثاني ٢٠٠١ لإيران لحضور الاحتفال بقطبي التقريب بين السنة والشيعة ؛ وهما : آية الله بروجردي وهو من أكبر مراجع الشيعة في عصره، والشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق. وكان رئيس الوفد المصري الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر، وضم الوفد مفتي مصر آنذاك الدكتور نصر فريد واصل، وقد التقى الوفد مع الإمام آية الله الخامنئي الذي رحب بهم أجمل ترحيب، وقال رئيس الوفد محمود عاشور : (إن الأزهر الشريف لبى دعوة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب انطلاقاً من مسؤولية الأزهر حيث يعتبر المرجعية الدينية للعالم الإسلامي، حينما يدعى من أي بلد إسلامي فعليه أن يلبي.) وتحدث الإمام الخامنئي عن أهمية العلاقات بين إيران ومصر، وضرورة اللقاء بين العلماء المسلمين. فرد عاشور إن مصر وعلماءها يرحبون بعودة العلاقات بين مصر وإيران. فرد الإمام الخامنئي: نريد أن نتكلم بصراحة أكثر ما زالت لدينا حساسية من موضوع كامب ديفيد. فرد الدكتور محمود عاشور : كامب ديفيد ماتت بموت صانعها. ولقد أعاد إلينا أرضنا، وانتقل إلى رحمة الله. وقال وكيل الأزهر ألا يكفيك سحب السفير المصري من إسرائيل ؟ فقال الإمام الخامنئي : هذا عمل طيب وجاد ونحن باركناه وشجعناه وسعدنا به. (٤١) .
الثورة الإسلامية الإيرانية تعارض الحلول المنفردة للقضية الفلسطينية
أكدت الثورة الإسلامية الإيرانية منذ أن كان قائدها الإمام الخميني في منفاه في العراق على رفضها لكل الحلول المنفردة والاستسلامية مع الكيان الصهيوني، وأوردنا ما سبق الدليل على رفضه لزيارة السادات للكيان الصهيوني، وما نتج عنها من اتفاقات منفردة أضرت كثيراً بالنضال العربي والإسلامي لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
وقد رفض الإمام الخميني مشروع فهد الذي طرحه في مؤتمر القمة العربية في مدينة فاس، والذي يدعو إلى السلام مع الكيان الصهيوني، والاعتراف به، وإقامة كل العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية معه ؛ مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام ١٩٦٧، وحذر الحكام العرب المجتمعين في مدينة فاس من قبول هذا المشروع، الذي وصفه بالمشروع الكافر الخبيث، فقد صنعته الولايات المتحدة بثوب عربي فقال لهم : (إن مصير المسلمين بإقراره سيكون العبودية للإسرائيليين الصهاينة)، والموت في رأي الإمام خير للعرب والمسلمين من أن يكونوا أرقاء لدى الصهاينة، فقال : (أفضل أن نموت جميعاً على أن نتحول أسرى بأيدي الإسرائيليين). ودعا الجماهير العربية والإسلامية إلى رفضه والتنديد به، فقال : (إنني أخبر الجميع بأنه لو نجحت إسرائيل في إقرار هذا المشروع، فسيكون بإمكانها فيما بعد إخراج مكة والمدينة من أيدي المسلمين، وفرض سيطرتها عليهما. على الشعوب أن تكون يقظة، كما يجب أن تصحو الحكومات، وتعارض هذا المشروع الكافر .) ثم وجه نداء إلى الطلاب والمثقفين العرب والمسلمين لمعارضة المشروع الاستسلامي فقال : (إني أوجه كلمتي هذه إلى طلاب المدارس والجامعات في كل مكان، وإلى الكتاب والخطباء، وإلى العلماء وإلى العسكريين فإن واجبهم اليوم معارضة هذا المشروع الخبيث الذي سيكرس الأسر والعبودية للعرب والمسلمين، ويضعهم تحت سلطة إسرائيل. إن من يوافق على هذا المشروع خائن للإسلام). (٤٢)
وأكد الإمام علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية على رفض الحلول المنفردة فقال : (معارضتنا لما يسمى بمحادثات السلام في الشرق الأوسط، لكونها غير عادلة، ولأنها استكبارية، ولأنها مهينة، ثم لأنها غير منطقية، مبدأ ما يسمى الأرض مقابل السلام، يعني أن الصهاينة يعيدون أرض البلدان المجاورة، لأخذ الاعتراف بملكيتهم لفلسطين، أي كلام أكثر إجحافاً من هذا الكلام ؟ ما هو الجواب الذي يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني العريق في معاملة الغبن هذه ؟ ومن سخرية القدر أن العدو الصهيوني رفض هذا أيضاً، ولم يرض بتنفيذه. !! ألم يحن الوقت أن يكون للعالم الإسلامي رد مناسب لهذا السلوك الاستكباري ؟ لو رتبنا علاقاتنا على أساس من الأخوة لاستطعنا ذلك.) (٤٣)
المصادر والهوامش
١- خطب وكلمات وتصريحات السيد الرئيس حافظ الأسد ١٩٨١ – دار البعث – دمشق – ص ٢٧.
٢- محمد حسنين هيكل – الطريق إلى رمضان – بيروت – دار النهار للنشر – ١٩٧٥ – ص ٢١١- ٢١٢ .
٣- التقرير السياسي للمؤتمر القطري السابع لحزب البعث في سورية ١٩٨٠ .
٤- المصدر السابق.
٥- خطب وكلمات وتصريحات السيد الرئيس حافظ الأسد ١٩٨١ – مصدر سابق– ص ١٦ – ١٧.
٦- التقرير السياسي للمؤتمر القطري السابع- مصدر سابق ص ٤٤- ٤٥ .
٧- من حديث الرئيس بشار الأسد لصحيفة اللواء اللبنانية – ٢ / ٧ / ٢٠٠٢ .
٨- المصدر السابق.
٩- بيان للإمام الخميني بتاريخ ٢٦ / ٣ / ١٩٧٩ .
١٠- صحيفة النور – ج١١ – ص ٥٤.
١١- صحيفة النور – ج٦ – ص ١٢٣.
١٢- التقرير السياسي للمؤتمر القطري السابع في عام ١٩٨٠ – ص ١٣.
١٣- المصدر السابق – ص ١٣٧ .
١٤- من حديث الرئيس حافظ الأسد لصحيفة القبس الكويتية – بتاريخ ٢٤ / ١ / ١٩٧٨.
١٥- وكالة أنباء آسوتشيتد برس – ٧ / ١١/ ١٩٧٨.
١٦- صحيفة السفير اللبنانية – ٢٣ / ١١ / ١٩٧٨ .
١٧- بيان الإمام الخميني بتاريخ ٢٦ / ٣ / ١٩٧٩ .
١٨- أمر الإمام الخميني في ١/ ٥ / ١٩٧٩ .
١٩- مجلة روز اليوسف المصرية – العدد – ٣٧٨٩ – ٢٠ / ١ / ٢٠٠١ – ص٩.
٢٠- مجلة الشهيد الإيرانية – طهران – العدد ٧٤ – ٢٥ / ١١ / ١٩٨١ – ص ٢- ٣ .
٢١- من كلمة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخامنئي – في المؤتمر الثامن لمنظمة المؤتمر الإسلامي في طهران ١٩٩٧.
٢٢- نصر شمالي – ملاحظات أساسية حول تاريخ المسألة اليهودية – المصدر السابق – ص ١٦٠.
٢٣- من كلمة الرئيس حافظ الأسد في المؤتمر السابع لقمة دول عدم الانحياز في نيودلهي ما بين ٧ إلى ١١ آذار ١٩٨٣.
٢٤- كلمة الرئيس حافظ الأسد لأرباب الشعائر الدينية في سورية ٢٨ / ٦ / ١٩٨٣ .
٢٥- بيان الإمام الخميني للعالم الإسلامي بتاريخ ٨ / ١١/ ١٩٧٣.
٢٦- من بيان الإمام الخميني لحجاج بيت الله الحرام – بتاريخ ٣/ ٩ / ١٩٨٣.
٢٧- القضية الفلسطينية في كلام الإمام الخميني (س)- مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني – الشؤون الدولية – طهران – ١٩٩٥ – ص ١١٠.
٢٨- كذلك قال الأسد – اختارها وقدم لها العماد مصطفى طلاس – دار طلاس – دمشق – ١٩٨٤ – ص ١٨١- ١٨٨ .
٢٩- من كلمة الرئيس حافظ الأسد لأعضاء اللجنة المركزية في ٢٤ / ١ / ١٩٨٢.
٣٠- من كلمة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخامنئي – في المؤتمر الثامن لمنظمة المؤتمر الإسلامي في طهران ١٩٩٧.
٣١- مجلة المناضل الداخلية لحزب البعث – دمشق – العدد ٣٩١ تشرين الأول ٢٠١٠ – ص ٣- ٥.
٣٢- التقرير السياسي للمؤتمر القطري الثامن لحزب البعث العربي الاشتراكي – المنعقد بين ٥ / ١ / ١٩٨٥ و٢٠ / ١ / ١٩٨٥- ص ١٠٨.
٣٣- المصدر السابق.
٣٤- كذلك قال الأسد – دار طلاس – دمشق – ١٩٨٥ – ص ١١٨.
٣٥- كذلك قال الأسد – دار طلاس – دمشق – ١٩٨٥ – ص ٩٣.
٣٦- التقرير السياسي للمؤتمر القطري الثامن لحزب البعث العربي الاشتراكي – المنعقد بين ٥ / ١ / ١٩٨٥ و٢٠ / ١ / ١٩٨٥- ص ١٢٢ .
٣٧- من لقاء الرئيس بشار الأسد مع محطة تي آر تي التركية ٦ / ١٠ / ٢٠١٠.
٣٨- حديث الإمام الخميني بتاريخ ١٠ / ١١ / ١٩٧٢.
٣٩- من حديث الإمام الخميني لمراسل « وفا « الفلسطينية بتاريخ ١٥ / ١٢ / ١٩٧٨.
٤٠- حديث الإمام الخميني مع حركة أمل بتاريخ ٧ / ١٢ / ١٩٧٨.
٤١- من بيان الإمام للدول الإسلامية بتاريخ ٨ / ١١ / ١٩٧٣.
٤٢- من كلمة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخامنئي – في المؤتمر الثامن لمنظمة المؤتمر الإسلامي في طهران ١٩٩٧.
٤٣- من خطبة الإمام السيد علي الخامنئي في صلاة الجمعة ١٣ رجب ١٤٢٦ – الموافق ١٩ / ٨ / ٢٠٠٥.
الكاتب السوري: زبير سلطان قدوري