خبیر في قضایا الشؤون الدولية
في الساعة الواحدة وعشرين دقيقة من ليلة الثالث من يناير / كانون الثاني عام ٢٠٢٠ ، أقدم اشقى الاشقياء على اغتيال النفس الزكية، وعروج براق الدم الايراني/ العراقي المهدور لشهداء مطار بغداد ، حيث استشهاد الجنرال الحاج قاسم سليماني و رفيق دربه المجاهد ابو مهدي المهندس ، بأمر وتوجيه من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، فكان ذلك اليوم حقاً ( اليوم العالمي للمقاومة ) .
ان فتح الفتوح للشهيد سليماني ، الذي هو بمثابة فتح القلوب بالنسبة للاحرار في العالم و مهندسي جبهة المقاومة العالمية في شرق الارض و غربها للإسراع في ( تشكيل النظام العالمي الجديد ) ؛ كان قد صنع من الحاج قاسم سليماني اسطورة أبدية خالدة ، سواء باستشهاده البطولي والحشود المليونية المشاركة في تشييع جثمانه ، وجعل من ( مدرسة الجنرال سليماني) نهجاً عالمياً .
ولعل من جملة مقومات اقتدار استراتيجية نهج الجنرال سليماني في تحقق النظام العالمي الجديد ،هو مایلي :
١ـ انطلاقة الأمل ومحاولة الوقوف على ملامح آفاق الانتصارعلى تجاوز القومية و تخطي الاقليمية بالنسبة لجبهة المقاومة العالمية .
٢ـ تداعي مفهوم الغلبة للاستكبار والاستعمار، وذلك بتحقق الانتصارات المتتالية في خضم الصراع والمواجهة .
٣ـ هزيمة مخططات المائة عام لإتفاقية سايكس بيكو ، بتقسيم البلدان الاسلامية غربي آسيا ، بما فيها افغانستان و العراق و سوريا .
٤ـ إفشال اطروحة الرهاب من الاسلام ، و ذلك بالحاق الهزيمة بداعش و الحؤول دون انتشار الاسلام التكفيري المنحرف .
٥ـ بلورة التعاضد والتناغم والانسجام في صفوف المنظومة العالمية للمقاومة.
٦ـ العمل على ادراج و ضمّ نهضات المقاومة الى التركيبة الرسمية للحكومات و الانظمة .
٧ـ منح القوى الفتية الجرأة الكافية للمبادرة الى ترسيم ملامح النظام العالمي الجديد .
٨ـ عولمة النهضة الحسينية ، من خلال احياء مسيرة الاربعين الحسيني المليونية العالمية المثيرة و المدهشة .
٩ـ تعزيز و ترسيخ وحدة الامة الاسلامية ، و ذلك بتوحيد الدعم للمظلومين سواء ايزديين و مسيحيين، و سنـــة و شيعـة ، وعلوييــن، و عـــرب و الكـــرد ، و محاولــة تصديهم لإجرام و وحشية دواعش اميركا واسرائيل .
الشهيد سليماني بداية كان قد أخلص أنفاسه فـــي عبوديــة الحق تعالى، و مـن ثم انتقل للمضي قدماً في مسيرته الاجتماعية الصادقة تحت لواء الولي الفقيه في عصره ، ليرتقي اخيراً الى ما يؤهله ليصبح اسطورة تحظى باهتمام الشباب الاحرار في العالم ، ويمسي جنرال القلوب .
و فضلاً عن الشخصية الربانية التي كانت تتجلى في تهجده ونجواه في محضر الحق تعالى ، و في اجواء مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام)؛ كان سليماني يتمتع بشخصية كزبر الحديد في دعم و مساندة المظلومين ، و اثناء تواجده في ساحات الوغى ، و لدى تحركه في المعترك الثقافي . إذ كان يؤمن ايماناً راسخاً بقوله تعالى: ( و لينصرن الله من ينصره ) .
ان اتباع مدرسة الجنرال سليماني يصمدون اليوم في غزة ازاء القصف الوحشي الظالم ، الذي يعادل ثلاثة اضعاف القنبلة الذرية ، حيث يتمادى الكيان الاسرائيلي المزيف في قتل الاطفال ؛ أملاً في احياء اهداف الدولة الفلسطينية من البحر الى النهر ، و ان يصبح ذلك بمثابة مطلباً عالمياً بالنسبة لجميع الفلسطينيين .
كذلك ثمة نصيحة لجميع الاحرار في العالم، بمحاولة الاطلاع على الابعاد المتعددة لسيرة حياة البطل الشهيد الجنرال قاسم سليمامي والتعرف على معالم مدرسته و نهجه ، باعتباره إنموذجاً و قدوة يحتذى بها .
أسعد الله روحه الطاهرة ، و بارك لأتباعه ومحبية طريقه النوراني اللاحب .
محمد مهدي ایماني بور