كان الحاج قاسم سليماني يتمتع بصفات جعلت منه شخصية عالمية يهوي إليها الأحرار في العالم ، ومن هذه الصفات:
١. البصيرة النافذة
وهذه من أهم صفات الشخصية القيادية، هذه الصفة تجعل منه إنسانا واثق الخطى لا تهزه العواصف ولا تؤثر فيه المغريات وتبدل الأحوال.
يقول الله تبارك وتعالى لنبيه المصطفى صل الله وعلیه وآله في القرآن الكريم: (قُلْ هذه سَبِيلِي أَدْعُو إلى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهَ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
فعندما يرى الأحرار شخصية قيادية فذة صلب الإيمان عارفا واعيا بما يعمل وهدفه الكرامة الإنسانية التي جعلها الله لعباده ، لاشك أنهم يحبونه ويتبعونه ويعملون معه ولا يزهدون فيه ، لأنهم يعيشون معه استقرارا نفسيا وقوة في الروح تجعلهم يعيشون النصر والعز طوال حياتهم…
٢. الشجاعة والحكمة والحنكة
حيث كان الحاج قاسم سليماني يجمع بين أقصى درجات الشجاعة والإقدام وبين الحكمة والكياسة في إدارة الأمور والتفاعل مع الأحداث، فلا الشجاعة تدفعه إلى التهور ولا الدراسة وبحث الأمور بدقة تجعله متقاعسا ومُنظّرا فحسب، فكان رضوان الله عليه يستخدم الشجاعة مع حسن التدبير وبذكاء.
٣. حسن التوكل ورجاء الآخرة
إن من أسرار قوة الحاج سليماني وتوفيقه وتحقق الانتصارات على يديه هو، الدرجة العالية من التوكل على الله والإيمان الراسخ بالغيب والمدد الإلهي. كان واثقا من تأييد الله ونصره لعباده المؤمنين المتوكلين عليه سبحانه.
٤ . الإنسانية والتضحية من أجل
المسلمين والمستضعفين
كان الحاج سليماني يضع نصب عينيه الآية الكريمة ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) .
كانت لدى الشهيد سليماني روح التضحية وروح الدفاع عن المستضعفين من أي شعب كانوا ومن أي قومية أو طائفة أو دين ، فكان دفاعه عن الإنسانية جمعاء ،كما كانت نصرته ومساعدته تشمل الجميع، وكان جبلا شامخا بوجه الطغاة والمستكبرين في كل زمان وكل مكان ذودا عن الكرامة الإنسانية.
٥. التقيد بالحدود الشرعية في ميادين الجهاد
خصوصية أخرى للشهيد القائد سليماني (رضوان الله تعالى عليه) ،فهو قائد بارع ومقاتل شديد إلى جانب ذلك كان دقيقا جدا في تطبيق الحدود والأحكام الشرعية. فقد ينسى بعض الأفراد احيانا الحدود الإلهية في ساحات الوغى فيقولون مثلا ليس الآن وقت هذا الكلام وأننا في ظروف طارئة صعبة، أما هو (رض) فلا، كان حذرا جدا، في الموضع الذي لا ينبغي فيه استخدام السلاح لم يكن يستخدمه. كان يحذر من أن يحدث اعتداء أو ظلم على احد وكان يحتاط كثيرا.
٦. قوة وشباب الروح وعنفوانها
وعدم الاهتمام بالمخاطر في طريق الجهاد ، وكان يعيش الشهادة كل يوم بل كل ساعة ويشتاق إليها. وكان يتحلى بالصبر والثبات متيقنا بنيل إحدى الحسنيين (النصر أو الشهادة)، كما كان يتمتع بهمة عالية وطموح كبير لإنجاز الكثير في خدمة الإسلام والإنسانية.
باختصار الشهيد سليماني اصبح رمزاً لتنامي قوة ونفوذ الإسلام الأصيل، وافشل العديد من خطط قوى الاستكبار العالمي من قبيل إسقاط داعش صنيعة أمريكا ، إضافة إلى الوقوف بوجه أطماع الكيان الصهيوني الغاصب للقدس والوقوف بوجه توسعه وهيمنته. و ما يذكران
وفي عام ٢٠١٤ تصدرت صورة القائد سليماني غلاف مجلة نيوزويك وقد رافقت الصورة عبارة: (حارب أمريكا اولا والآن يسحق داعش) وهذا اعتراف صريح من قبل الأمريكان بالدور الكبير والبأس الشديد للحاج سليماني في قيادة فصائل المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي وتكبيده خسائر كبيرة اضطرته إلى الانسحاب. يقول خالد البطش عضو المجلس السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: (لقد أضاف سليماني أبعادا مختلفة للمقاومة الفلسطينية ووسع عمل المقاومة فكان يؤمن لها كل ما تحتاجه حتى تشتد قوة، لقد كان الحاج قاسم روح المقاومة في فلسطين، كان بدعمه نبض المقاومة فيما يتعلق بسرايا القدس وكتائب القسام وحركات المقاومة الأخرى سواء الحركات الإسلامية والوطنية ولم يكن سليماني يفرق بين حركات المقاومة هذه في غزة). وبهذا فالشهيد سليماني اذاق قوى الاستكبار العالمي الويلات وقام يما عجزت عنه دول ومنظمات بجيوشها واموالها الطائلة.
حيث كان الحاج قاسم سليماني يجمع بين أقصى درجات الشجاعة والإقدام وبين الحكمة والكياسة في إدارة الأمور والتفاعل مع الأحداث، فلا الشجاعة تدفعه إلى التهور ولا الدراسة وبحث الأمور بدقة تجعله متقاعسا ومُنظّرا فحسب، فكان رضوان الله عليه يستخدم الشجاعة مع حسن التدبير وبذكاء.
بقلم: الشيخ حسن المحرابي
