Home ContentResistance اضواء على العلاقات الايرانية ـ السورية الآفاق السياسية و الثقافية

اضواء على العلاقات الايرانية ـ السورية الآفاق السياسية و الثقافية

بواسطة الهدی
7 minutes read
اضواء على العلاقات الايرانية ـ السورية الآفاق السياسية و الثقافية

 

بالنسبة للجانب السياسي ، فلابد من القول ان النظام الشاهنشاهي في ايران قبل انتصار الثورة الاسلامية ، كان نظاماً يشكل كابوساً خطيراً و خبيثاً بالنسبة للشعب الايراني المسلم بشکل خاص ، و الأمتين العربية والإسلامية بشکل عام . اذ كان نظام الشاه يمثل المحور الشيطاني في المنطقة مع حليفيه منبع الشرّ في العالم : الاول الاستكبار الغربي الاستعماري المتمثل بالولايات المتحدة وبريطانيا ، و الثاني : الكيان الصهيوني .

منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران و العلاقات السورية الايرانية تزداد تلاحماً و صلابة ، و تتشارك و تتلاقى في الرؤى و الاهداف ، خاصة الاهداف الاستراتيجية الكبرى كالقضية الفلسطينية ، و حرية الشعوب و استقلالها ، و سيادة الدول و وحدة اراضيها ، و بالتالي رفض المشاريع الامبريالية الغربية سيّما الامريكية التي تسعى للهيمنة على مقدرات الشعوب و نهب ثرواتها ، ومحاربة الارهاب ، خاصة إرهاب الدولة الذي تمارسه الدول الاستعمارية و الكيان الصهيوني .. اضف الى ذلك محاولة البلدين تعزيز العلاقات المشتركة الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و اواصر الاخوة الإسلامية ، و بلورة النضال المشترك لإيجاد مجتمع دولي يسوده السلم و المحبة و التعاون و العدل و المساواة .

و في هذا الصدد صرح الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني اثناء زيارته دمشق في ٢٧ نيسان عام ١٩٩١ : ( إن قيام الثورة الإسلامية قد وفرّ و هيأ السبل لتوطيد العلاقة بين الجمهورية العربية السورية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بما اعلنته الثورة من أهداف نتوافق عليها ، لأنها مستمدة من رسالة الإسلام و مبادئه و دعوته لنشر العدل، و مقاومة الشر بكل أشكاله ، و مكافحة الظلم و العدوان ).

و على مدى اكثر من اربعة عقود شهدت العلاقة السورية الإيرانية تطوراً نوعياً ملفتاً اتسم بالقوة و المتانة ، و توحّداً في الاهداف و النضال ، وعمقاً في العلاقات الاستراتيجية التي باتت علاقة تحدٍ ومصير مشترك ، ، صقلتها وزادت في قوتها سنوات النضال المشترك في مواجهة العدو الواحد ، ألا و هو العدو الأمريكي الصهيوني الغربي و حلفائه من الأعراب .

لقد أثبتت الأحداث و الفتن و الحروب و المؤامرات التي استهدفت التحالف السوري الايراني منذ ما يزيد على أربعة عقود ، صلابة هذا التحالف و قوته في مواجهة التحديات ، و نجاحه في صد المؤامرات الدولية و الإقليمية على البلدين الشقيقين ، و مواجهة استحقاقات شديدة الخطورة على الأمن و الاستقرار الإقليمي ، و احتواء المخططات المعادية التي تحيكها الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني و الدول العربية الموالية للولايات المتحدة .

اضواء على العلاقات الايرانية ـ السورية الآفاق السياسية و الثقافية

الجانب الثقافي

نودّ فيما يلي تسليط الضوء على الانجازات الثقافية التي تحققت في ظل التفارب الايراني ـ السوري و التحالف المبدئي و وحدة الهدف و المصير بين الشعبين ، سيما في العقود الاخيرة ، التي مثّلت تحولاً اساسياً للنهوض و الارتقاء العلمي والمعرفي في سورية. وفي هذا الصدد يمكن الاشارة الى بعض ما تحقق في هذا المجال :

الارتقاء بثقافة الطفل

قامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا بالتعاون مع الإذاعة والتلفزيون الإيراني ، بالعديد من الانشطة الفنية و العروض السينمائية تحت عنوان” أسبوع سينما الطفل السوري والإيراني”، التي تستهدف تنمية توجهات الطفل و توعيته و تشجعه على تطوير مواهبه و مؤهلاته .

المراكز الثقافية

لقد أثبتت الأحداث و الفتن و الحروب و المؤامرات التي استهدفت التحالف السوري الايراني منذ ما يزيد على أربعة عقود ، صلابة هذا التحالف و قوته في مواجهة التحديات ، و نجاحه في صد المؤامرات الدولية و الإقليمية على البلدين الشقيقين ، و مواجهة استحقاقات شديدة الخطورة على الأمن و الاستقرار الإقليمي ، و احتواء المخططات المعادية التي تحيكها الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني و الدول العربية الموالية للولايات المتحدة .

ما يجدر ذكره في هذا المجال، ايجاد العديد من المراكز الثقافية في كل من دمشق و المدن السورية الكبرى ، حيث يعتبر المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية احد أهم المراكز الثقافية الناشطة في سوريه. و في هذا الصدد يشيرمدير المركز الثقافي الايراني في اللاذقية علي رضا فدوي، الى احد نشاطات المركز بالتعاون مع جامعة تشرين، الذي شكّل مهرجاناً ثقافياً ملفتاً حمل عنوان “ إيران بعيون سورية “ ، الذي تزامن انعقاده مع احتفالاته رأس السنة الايرانية الجديدة و اعياد النيروز .. و ما يذكر ان امثال هذه المراكز تحفل بالبرامج والأنشطة والفعاليات الثقافية و الفنية و المهنية ، بما في ذلك دورات تدريبية ومؤتمرات فكرية و ملتقيات تتناول معالم الثقافة الإيرانية..

اللغة الفارسية في الجامعات السورية

كذلك ثمة نشاط أكاديمي ثقافي ملفت تمثل في افتتاح قسم اللغة الفارسية و آدابها في جامعة دمشق ، الذي باشر نشاطه عام ٢٠٠٥ بتضافر جهود المستشارية الثقافية الايرانية في دمشق. و ما يجدر ذكره ان تدريس اللغة الفارسية في الجامعات السورية لاقى اقبالاً كبيراً ساعد كثيراً في التواصل بين الثقافتين الايرانية والسورية و التعرف على بعضهما البعض. حيث ادرك الشباب السوري أهمية تعلم هذه اللغة والانخراط في المحيط الفارسي و التعرف اكثر فأكثر على معالم الحضارة الايرانية العريقة و الآداب الفارسية بمختلف توجهاتها و اهتماماتها .

ولا يفوتنا التذكير بالأفلام والمسلسلات التعليمية الايرانية التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية لتكون مفهومة لدى كافة فئات الشعب السوري. و كان لهذه الافلام والمسلسلات الفضل في التشجيع على تعلم اللغة الفارسیة، وأصبح تعلم اللغة أسهل وأبسط مع وجود هذه الأساليب المتنوعة.. اضافة الى توفير فرصة التعرف على شخصيات تاريخية وادبية ايرانية هامة مثل حافظ الشيرازي، جلال الدين الرومي ، شمس التبريزي ، و الكثير من الأدباء والشعراء الايرانيين البارزين .

اضواء على العلاقات الايرانية ـ السورية الآفاق السياسية و الثقافية

انجازات و تطلعات

العلاقات الثقافية التاريخية بين البلدين تمتد خلفيتها في اعماق التاريخ والحضارة والثقافة. و فيما يلي نحاول الوقوف على ابعاد التعاون الثقافي الذي شهده البلدان خلال العقود الاخيرة :

١- الاهتمام بتعليم ونشر اللغة الفارسية في مؤسسات التعليم العالي ومعاهد اللغات باعتبارها العنصر الاساس في تعزيز اواصرالتقارب والتفاهم الثقافي.

٢- تشكيل لجان للحوار بين الأديان والمذاهب الإسلامية لتعزيز التفاهم الديني وتقوية مفهوم الاعتدال ، و ترسيخ التعايش السلمي والعلاقات الودية المستدامة والتفاهم للعيش المشترك.

٣- تسهيل مهمة تبادل الزيارات بالنسبة للنخب الفكرية و الثقافية و الفنية الفاعلة و المؤثرة ، سيما الشخصيات البارزة في المجالات العلمية والثقافية والفكرية والفنية.

٤- تأسيس جمعيات صداقة بين الشعبين الإيراني و السوري لخلق مناخ افتراضي وفتح مراكز وملحقيات ثقافية .

٥- الاهتمام بالكفاءات والقدرات التعليمية والبحثية بما في ذلك: رفع مستوى التبادل العلمي وتقوية التعاون الجامعي الأكاديمية وتضافر جهود المؤسسات العلمية لدى البلدين ، وتوفير الفرص التعليمية للراغبين والطلبة الجامعيين .

٦- رفع حجم الإنتاج الثقافي في مجالات الأدب والفن والموسيقى بصفتها كنوز عظيمة للثقافة والتراث الثقافي الإسلامي الغني.

٧- إثراء مجال الترجمة العلمية والأدبية والثقافية والتعليمية والفلسفية و.. وترويج البرامج الثقافية لدى البلدين بصفتها البوابة الرئيسية للتعرف على اهتمامات الشعبين الإيراني والسوري باعتبارهما طريقا مهما وناجعاً لنشر الثقافتين.

٨- توفير فرص جذب الاستثمارات في المجالات الثقافية مثل نشر الكتب والمجلات.

٩- تركيز وسائل اعلام البلدين على نشر الثقافة الاسلامية المشتركة ، عن طريق انتاج ومبادلة البرامج ذات الهوية الثقافية.

١٠- اقامة المؤتمرات العلمية والثقافية لتعزيز التفاهم و السلم العالمي.

١١- الاعتناء بالمناسبات الثقافية و الاجتماعية في كل من إيران والدول العربية، نظير: الاحتفال باعياد راس السنة الشمسية (نوروز) في سوريا واقامة المناسبات الثقافية الدینیة في إيران وسوريا.

١٢- جذب الاستثمارات السياحية وتحسين المرافق السياحية والخدمية لدى البلدين و ترسيخ التواصل بين الشعبين .

١٣- خلق ارضيات التفاهم الثقافي من خلال التبادل السينمائي والتلفزيوني عن طريق تبادل البرامج الاذاعية والتلفزيونية والانشطة الفنية لا سيما المسرحية.

١٤- – توفیر الارضيات المناسبة لنشر وعرض الاعمال الثقافية في مجال السينما والتلفزيون في إيران والدول العربية.

١٥- التمهید للاهتمام بالفنون والحرف اليدوية، والعمارة الاصيلة الايرانية والسورية، ونشرها في العالم، بأعتبارها واحدة من الجماليات الفكرية والروحية الإيرانية والعربية، بالاضافة إلى انها تعتبر أداة شاملة في إرساء السلام واقامة العلاقات بين البلدان العربية.

١٦- اقامة وزيارة المعارض المحلية والدولية في كل من إيران والدولة السورية باعتبارها فرصة مناسبة وجيدة وممتازة للتعرف على الهوية الثقافية لبعضهم البعض.

١٧- زيادة المناسبات الرياضية من خلال اقامة المسابقات الاقليمية لتعزيز اواصر التواصل بين الشعبين .

١٨- – إقامة مراسم خاصة، بهدف تقديم الشخصيات البارزة والمؤثرة في تأريخ الحضارات، من العلماء والفنانين والفلاسفة ، في كلا الجانبين.

١٩- – تأسيس المؤسسات الثقافية الإيرانية والعربية وتشجيع المهتمين للتواجد والمشاركة في هذه المؤسسات واقامة الانشطة الثقافية الإيرانية والسورية من قبيل نشرالمجلات والصحف المحلية باللغتین الفارسیة والعربية.

٢٠- – الاستفادة الفعالة والواسعة للتكنولوجيا وتقنيات الاتصالات ووسائل الاعلام الافتراضي والاقمار الصناعية من اجل خلق اجواء ثقافية تفاعلية صحيحة.

باختصار لابد من القول ان ايران اضطلعت خلال العقود الاخيرة بدور بارز وهام في تلاقي الثقافتين الايرانية و السورية ، و محاولة التعرف على عادات وتقاليد الشعبين. و قد بدا ذلك واضحاً في الاعوام الاخيرة ، حيث تعرف الشعب السوري على الأعياد التي تقام في إيران والتي لها مكانة عظيمة وطقوس خاصة لها معاني عديدة، كالألوان ورموزها المختلفة، والفواكه وماتضمنه من رمزيات لديهم، والأهم من ذلك أدرك الجميع بأن الامة الايرانية امة متماسكة تنبذ العنصرية و تمقت التفرقة .. أمة مفعمة بالحيویة والنشاط .. أمة تتطلع الى التعاون والعمل المشترك، وكل فرد فيها مستعد بکل وجوده للتضحیة والدفاع عن معتقداته وحرمة وطنه، وهذا مایعلمنا الكثير من معاني التضحية والفداء.

لقد أثبتت الأحداث و الفتن و الحروب و المؤامرات التي استهدفت التحالف السوري الايراني منذ ما يزيد على أربعة عقود ، صلابة هذا التحالف و قوته في مواجهة التحديات ، و نجاحه في صد المؤامرات الدولية و الإقليمية على البلدين الشقيقين ، و مواجهة استحقاقات شديدة الخطورة على الأمن و الاستقرار الإقليمي ، و احتواء المخططات المعادية التي تحيكها الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني و الدول العربية الموالية للولايات المتحدة .

اعداد مريم عليزاده

You may also like

Leave a Comment

Alhoda

الهدی

تم التأسیس في العام ۱۹۸٤ کمؤسسة نشر دولیة بهدف توسیع التعاون الدولي بين الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وباقي الدول في مجال الکتاب و النتاجات الثقافية الاخرى وبعدها وسعت نشاطها في مختلف انحاء العالم.

للاتصال بنا