في اقصفي مدرسة الحياة شاءت الأقدار أن نلتقي به في المرحلة الأولى من تهيئة البيئة الحاضنة لمشروع التمهيد لظهور مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، اي في مرحلة إعداد الكوادر الثقافية التي ستتولى التبليغ بين أفراد المجتمع الذي كان بعيدا عن ثقافة الظهور الشريف.
في اواخر سبعينات القرن الماضي
حينها لم يتجاوز معلمنا وملهمنا الثامنة عشر من عمره المبارك، لكنه كان مدرسة لنا في الثقافة الحسينية، كان برنامج تلك الدورات يشمل سيرة الأئمة الأطهار وأخلاقهم التي كانت النقطة الأساس في الانطلاق نحو التبليغ، الى جانب النهضة الحسينية، وثقافة الانتصار رغم قلة الناصر،
وإخلاص الأصحاب الذين فدوا قائدهم ورفضوا العيش بعده.
وهنا كانت المدرسة التي أراد سيدنا وقائدنا لأصحابه أن يتخرجوا منها ليكونوا في الصف الأول على خطوط المواجهة مع العدو الصهيوني والتي استمرت حتى الساعة.
ولا عجب أن يستشهد كل أصحابه المخلصين والذين رفضوا أن يتركوه وحده او يعيشوا بعده
في مدرسة سماحة السيد حسن نصرالله سمعنا لأول مرة الشعار الحسيني الدائم على لسانه الصادق “ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذله وهيهات منا الذلة” هذا الشعار الذي تردد في يوم العاشر من المحرم، وانتصرت به دماء المولى ابو عبدالله الحسين عليه السلام على السيف، ظل يردده ونردده معه حتى دحرنا العدو الصهيوني رغم جحافله المدججة بأحدث الأسلحة عام ٢٠٠٠ وعام ٢٠٠٦.
في مدرسة الشهيد السيد حسن نصرالله تجلت العقيلة زينب عليها السلام في أروع صور الدعم التي قدمتها بنات ونساء هذه المدرسة الحسينية، اللاتي أعددن الرجال وكنّ مجاهدات بحق، وقفن جنبا الى جنب في معركة التحرير المقدسة، فكنّ مسعفات للجرحى، وعملن في تجهيز الطعام للمجاهدين، وبرعن في استجلاب الدعم المادي لتجهيز مقاوم عبر هيئة دعم المقاومة الإسلامية، وكنّ مؤمنات محتسبات لم يبخلن بفلذات أكبادهن شهداء على طريق الحسين عليه السلام وعلى طريق القدس الشريف.
فنهج مدرسة السيد حسن نصرالله الايمانية الجهادية الذي استمدته من نهضة عاشوراء الحسين ع جعلها خالدة كخلود عاشوراء بكل قيمها وتضحياتها.
هذه هي مدرستنا الحسينية التي تخرجنا منها ولن نترك شعارها الذي رددناه دائما معه.. ما تركناك ياحسين ولن نتركك ياسيد المقاومة وشهيدها مادام فينا عرق ينبض.
والسلام عليكم ورحمة الله
بقلم: د. فدوى عبدالساتر-لبنان