ايام قليلة مرت على استشهاد سيد المقاومة وصاحب الصمود الأسطوري في وجه العدو وسيد شهداء طريق القدس المناضل الاممي السيد حسن نصر الله.
ايام لم تكفيني للخروج من حالة الحزن الممزوج بالغضب لاجل فقدان مناضل اعاد للمنطقة جزءا من العزة والكرامة التي افقدتها اياها بعض الانظمة العميلة التي زرعت الياس وقتلت الامل.
وانا اقلب في الأحداث التي مرت منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ومرور سنة على طوفان الاقصى وقرار السيد التاريخي والشجاع بان لايترك غزة وحدها كما فعلت انظمة الخيانة. تذكرت ان اليوم، السابع من أكتوبر يصادف تاريخا اخر قريبا مما جسده السيد حسن نصر الله بعشقه للقدس حتى التضحية بدمائه في سبيل تحريره.
تاريخ جسده نوع اخر من العشق وبعدا جديدا متجددا من الحب، جسده عاشق للأوطان المتحررة من الاستبداد والاستعباد والخنوع وتبويس اللحى والجزم والتماثيل الفاقدة لنبض الحياة.
اليوم هو ذكرى استشهاد أيقونة الثورة والنضال من اجل المظلومين والمفقرين تشي غيفارا، اقول استشهاد وليس مقتل او موت التشي، لان الاستشهاد يكون في سبيل قضية عادلة، صرخة مظلوم، وذلك هو الاستشهاد في سبيل الله الحق العدل الكاره للظلم والقهر حتى انه حرمه على نفسه متوعدا الظالمين والخونة بالعقاب الشديد في الآخرة والخزي في الدنيا،
اليوم ذكرى استشهاد القديس الثائر تشي غيفارا، اليوم تتجدد تلك الصورة لغيفارا وهو مسجى على ارض مدرسة (لاهيغارا) بعد اعدامه على يد ماريوتيران، يومها لم تكن تبدو على التشي ملامح الموت. بدا لي وكأنه تلقى نهايته بصمت وابتسامه ساخرة من موته المستحيل، لان “الثوار لا يموتون” ومن يحملون احلام الشعوب لايموتون.
صحيح ان “أرنستو تشي غيفارا” لم يكن أول الثوار الذين يواجهون الموت في ميدان المعركة ولن يكون آخرهم… لكنه أول الثوار الذين جسّدوا فكرة الثورة العابرة للحدود، من جبال ماييسترا إلى أدغال إفريقيا إلى غابات بوليفيا…غاب جسد غيفارا عنّا، لكن روحه الثورية لاتزال، تلهم الثوار وتحفّزهم وتتواجد في كل المظاهرات من اجل الخبز والكرامة والعدالة والحرية من خلال صوره التي ترتفع عاليا مجسدة شعارات غيفارا، الثائر الذي وهب قلبه وحياته كحلم رومانسي فيه من الشفافية والصدق ما يعطيه القوة والقدرة على التآثير بأجيال عدة.
ارنستو تشي جيفارا الساخر من الحياة حتى الموت، الثائر الميسور الذي انخرط في صفوف البؤساء، وحده هذا القديس نجا من السقوط الذي اعده له التاريخ بعناية فائقه مات عاشقا ( كما السيد حسن ) كما يكون حال العشاق و يستحق التقبيل ( كما السيد ). لانه كان واضحاً ان جيڤارا ( كما السيد). لم يقتلا غيلة بل كانا يعرفان انهما يسيران نحو الموت.
فبعد ان عرفتهما لايسعني الا ان أقبلهما بالرغم من المنع الذي اصدره اعدائهما قانونا يجرم القبلة، ويمتع العشق الصافي، وساقول:
خذوني الى قبري هذین الثائرین الحالمین واتركوني عند احدهما فحيث قبر جيڤارا وحيث قبر نصر الله تنبت شقائق النعمان بفخر وعزة جيڤارا ونصر الله، تنبت جبهة مرصعة بالنجوم، تستحق ان نرسم عليها قبلة لا متناهية لانها رفضت ان تركع وأبت ان تُذل.
بقلم: د. حسن الهرماسي-عُمان