بقلم: د. أحمد مصطفى (مدير المركز)
مقدمة
سلّطت أحداث طوفان الأقصى في تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣ الضوء على التطلعات غير المحققة للكيان الصهيوني والغرب في العالم العربي، مما أدى إلى تعميق الانقسامات وعودة المقاومة بين الفلسطينيين. وقد بدأ المجتمع الدولي في إعادة تقييم افتراضاته، مدركًا أهمية معالجة الأسباب الجذرية للاضطرابات والتركيز على الحلول الشاملة. لقد كان صمود الشرق الأوسط منارة أمل، وبدأ المجتمع الدولي في حشد دعمه بطرق ملموسة، مثل مشاريع التنمية ومبادرات بناء السلام. لقد تغير الوعي العام، مما عزز تقديراً أعمق لتعقيدات المناورات الجيوسياسية وتأثيرها على المجتمعات المحلية. وتمتد تداعيات الأحداث إلى ما هو أبعد من المنطقة المباشرة، لتصل إلى قلوب وعقول الناس في جميع أنحاء العالم الذين يتوقون إلى العدالة والمساواة. إن ترابط الاقتصاد العالمي يعني أن التعافي سيتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك التعاون بين الدول والصناعات والمجتمعات. لقد أثّر حدث طوفان الأقصى في عام ٢٠٢٣ تأثيرًا كبيرًا على السياسة العالمية والنظام المالي الغربي، مما أدى إلى حالة من عدم اليقين الاقتصادي وإعادة تشكيل الاقتصادات الغربية المحتملة. إن بروز الصين كعملاق رقمي يتحدى الهيمنة التكنولوجية للغرب، مما يؤدي إلى تغيير التحالفات الجيوسياسية والحدود التكنولوجية. لم تعد نتائج الانتخابات الأمريكية محورًا لطموحات نتنياهو، ويجب على الدول إعادة النظر في التحالفات والاستراتيجيات في ضوء هذه التحولات. إن الانخراط الدبلوماسي، وليس القوة العسكرية، أمر حاسم لتحقيق السلام والأمن المستدام.
عام على طوفان الأقصى (٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣) ولم يحقق الكيان الصهيوني ولا الغرب أيًا من أهدافهما
لقد سلطت أحداث طوفان الأقصى الضوء على التطلعات غير المحققة لإسرائيل والغرب في العالم العربي، مما أدى إلى تعميق الانقسامات وعودة المقاومة بين الفلسطينيين. وقد أدت الانتفاضة، التي كانت تهدف إلى إسكات الأصوات، إلى تضخيمها، مما عزز فكرة أن التغيير الحقيقي لا يمكن إملاءه من بعيد. كما أن عدم وجود مشاركة ذات مغزى مع الدول العربية سلط الضوء على التوترات والمشاعر القومية الأوسع نطاقاً بين الشعوب العربية.
وقد بدأ المجتمع الدولي بإعادة تقييم افتراضاته، مدركاً أن التغاضي عن القضية الفلسطينية لن يعفينا من تبعاتها. فالدفع باتجاه السلام والاستقرار يصبح عديم الجدوى إذا ما بُني على قمع الأصوات التواقة إلى العدالة والكرامة. لقد تغيّر الخطاب الدولي المحيط بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث أصبح المناصرون يشددون على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للاضطرابات والتركيز على الحلول الشاملة بدلًا من اللفتات الدبلوماسية السطحية.
وقد أظهرت المجتمعات في جميع أنحاء العالم صحوةً، رافضةً غض الطرف عن محنة الشعب الفلسطيني. وقد أشعل الاستياء من التهاون الدولي رغبة ملتهبة في إحداث تغيير منهجي، وحثّ المواطنين على الانتفاض ضد الظلم أينما كان. لقد أثار النضال من أجل العدالة حوارًا حول الترابط بين الجهود العالمية لحقوق الإنسان وأهمية المناصرة.
كيف سيعيد طوفان الأقصى (٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣) تشكيل النظام العالمي بعد عام واحد وكذلك ديناميكيات منطقة الشرق الأوسط
شهد النظام العالمي تحولًا عميقًا منذ الحدث التاريخي طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. فالشرق الأوسط، الذي كان يعج بالتوتر والصراعات، يقف الآن على شفا حقبة جديدة. فقد شهد المجتمع الدولي تغيرًا في التحالفات وتراجعًا في العداوات السابقة، مما دفع المجتمع الدولي إلى التفكير الجماعي في الطريق إلى السلام. واضطرت الدول إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، مع الاعتراف بالحاجة إلى نهج جديد للدبلوماسية. وتطورت المشاركات الدبلوماسية إلى منتديات للحوار البناء، مما يشير إلى إمكانية حدوث تغيير إيجابي دائم.
لقد كانت قدرة الشرق الأوسط على الصمود منارة أمل، مما يدل على قدرة الإنسان على التكيف والوحدة في مواجهة الشدائد. وقد بدأ المجتمع الدولي في حشد دعمه بطرق ملموسة، مثل مشاريع التنمية والتبادل التعليمي ومبادرات بناء السلام. وقد كان دور وسائل الإعلام محورياً في تصوير تطور المنطقة بدقة، وتبديد الصور النمطية القديمة وتعزيز الفهم العالمي لتعقيدات مجتمعات الشرق الأوسط وثرائها.
وقد دُفعت الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة بالهجرة والتجارة والمساعدات الخارجية، والدعوة إلى ممارسات شاملة تعترف بالمساهمات الاقتصادية والثقافية لمجتمعات الشرق الأوسط. ويمكن لخيار دعم مسيرة الشرق الأوسط نحو السلام والتقدم أن يشكل نموذجًا لحل النزاعات والتفاهم بين الثقافات.
بعد عام على طوفان الأقصى (٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣) الشعوب العربية والإسلامية أكثر وعيًا بدور المقاومة:
شهدت الشعوب العربية والمسلمة تحولًا كبيرًا في إدراك الشعوب العربية والمسلمة بعد أحداث طوفان الأقصى. فقد سلط هذا الحدث الضوء على أهمية المقاومة في حماية حقوقهم وهويتهم، متحدين بذلك الروايات المسمومة التي تروجها الأجندات الغربية ووسائل الإعلام. لقد كان الصمود الذي أظهرته المجتمعات المحلية ملهمًا، حيث سلط الضوء على قيم الأخوة والوحدة المتجذرة التي تتجاوز الحدود المصطنعة والتدخلات الأجنبية.
لقد تغير الوعي العام، مما عزز تقديرًا أعمق لتعقيدات المناورات الجيوسياسية وتأثيرها على المجتمعات المحلية. وقد عزز هذا الإدراك الوعي الجماعي، مما مكن المجتمعات من إعطاء الأولوية لمصلحتها الجماعية على الروايات المثيرة للانقسام المفروضة من الخارج. وقد ظهرت الحركات الشعبية والمنصات الرقمية لتحدي السرديات الخارجية وتمكين الأفراد من مشاركة قصصهم وفضح الأساطير وتعزيز الشعور بالهدف والمصير المشترك. وقد أدى ذلك إلى تعزيز بيئة ديناميكية لا يكون فيها التضامن مجرد مفهوم بل واقعاً معاشاً.
وقد امتدت المقاومة لتشمل المجالين الثقافي والفكري، حيث يلعب الفنانون والكتاب والمثقفون المحليون دورًا محوريًا في تشكيل الروايات التي تعكس الذاكرة الجماعية وتطلعات الشعب. لم يعد بإمكان المجتمع الدولي تجاهل موجة الدعم لتقرير المصير ورفض الروايات المفروضة من الغرب. وباتت الأروقة الدبلوماسية والمحافل الدولية تتردد في الأروقة الدبلوماسية والمحافل الدولية بأصوات المطالبين بالعدالة واحترام السيادة.
وتمتد تداعيات طوفان الأقصى إلى ما هو أبعد من المنطقة المباشرة، لتصل إلى قلوب وعقول الناس في جميع أنحاء العالم الذين يتوقون إلى العدالة والمساواة. وقد أشعل هذا الحدث المؤثر سلسلة من ردود الفعل التضامنية التي شجعت الآخرين على الوقوف ضد الظلم في مجتمعاتهم. إن الدروس المستفادة والروابط التي تشكلت خلال هذه الفترة المضطربة ستوجه الأجيال القادمة، وتذكرهم بالقوة التحويلية لـ الوحدة والصمود والمقاومة ضد كل الصعاب.
بعد مرور عام على طوفان الأقصى (٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣)، تأثر الاقتصادان الغربي والإسرائيلي وأصبحا في أسوأ وضع على الإطلاق
أدى حدث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي للاقتصادين الغربي والإسرائيلي بشكل كبير. فقد اجتاحت التداعيات المالية الاقتصادات الغربية، مما جعل الشركات تكافح من أجل الحفاظ على انتعاشها وسط المياه المضطربة. كما عانى الاقتصاد الإسرائيلي أيضًا من هزات ارتدادية، حيث اهتزت الصناعات الحيوية لبقائه، مما تسبب في تأثير الدومينو الذي يتحدى التخفيف البسيط. وقد أدى ذلك إلى شعور جماعي بعدم الارتياح بين السكان، حيث تم تسليط الضوء على واقع الهشاشة الاقتصادية.
إن دافعي الضرائب الغربيين، الذين يتحملون العبء الأكبر من زيادة الإنفاق الدفاعي وعدم الاستقرار الاقتصادي، لديهم كل الحق في التشكيك في سياسات حكوماتهم. وقد فاقمت الهجمات التي وقعت في تل أبيب من هذا الشعور، وخلقت مناخًا من الشك والمطالبة بالمساءلة. لم تكن مطالبة الجمهور بالشفافية والعمل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
إن ترابط الاقتصاد العالمي يعني أن هذه المشكلة لا تقتصر فقط على حدود الأراضي الغربية والإسرائيلية. سيتطلب الطريق إلى التعافي جهودًا متضافرة من جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك التعاون بين الدول والصناعات والمجتمعات. يجب على صانعي السياسات أن يخوضوا هذه المنطقة الحساسة ببراعة وبصيرة لضمان مستقبل قابل للاستمرار اقتصاديًا وقادر على الصمود. إن الدروس المستفادة من حدث طوفان الأقصى يجب أن ترشدنا نحو مستقبل أكثر أمنًا وتعاونًا وازدهارًا، حيث يتم تعزيز الاقتصادات من خلال الدعم والتفاهم المتبادل.
بعد مرور عام على طوفان الأقصى (٧ أكتوبر ٢٠٢٣) والانتخابات الأمريكية لن تكون المنقذ لنتنياهو
أثّر حدث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ بشكل كبير على المشهد العالمي للسياسة الدولية والنظام المالي الغربي. لم تعد نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة العمود الفقري لطموحات نتنياهو، وستمتد تداعيات هذه العاصفة إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط. إن حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن العاصفة تتسبب في انكماش غير مسبوق، مما قد يعيد تشكيل الاقتصادات الغربية على غرار الكساد الكبير.
ويشكل بروز الصين كعملاق رقمي عملاق تحدياً هائلاً للهيمنة التكنولوجية للغرب، مما قد يعيد تشكيل النظام العالمي. إن هذا التحول في التحالفات الجيوسياسية والحدود التكنولوجية آخذ في التكشف، ولم تهدأ أصداء طوفان الأقصى بل نشطت الحركات والمشاعر في جميع أنحاء العالم. يجب على الولايات المتحدة أن تواجه حقيقة أن قدرتها على تشكيل النتائج العالمية تتضاءل في مواجهة الاضطرابات الداخلية وتزايد المنافسين العالميين. من الضروري أن تعيد الدول النظر في تحالفاتها واستراتيجياتها في ضوء هذه التحولات الزلزالية، مع الاعتراف بترابط اقتصاداتها وهشاشة أمنها الجماعي.
وفي خضم هذا الاضطراب، من الضروري أن نسعى كمجتمع عالمي إلى الوحدة والتعاون. فالتحديات التي نواجهها تتجاوز الحدود والأيديولوجيات وتتطلب استجابة موحدة. فالانتخابات الأمريكية، التي لم تعد المحور الذي تدور عليه العلاقات الدولية، يجب أن يُنظر إليها الآن على أنها قطعة واحدة من لغز أكبر وأكثر تعقيدًا. فاليقينيات القديمة آخذة في التآكل، والعالم يراقب بقلق وانبهار تبدّل مدّ القوة وتغيير المشهد الجيوسياسي بطرق لم يكن لـ يتوقعها إلا القليلون. إن الاستجابة الجماعية للدول لهذا المشهد المتغير ستشكل مستقبل العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي.
عام على حادثة طوفان الأقصى (٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣) والتداعيات الكارثية المتوقعة على الغرب في حال أصر نتنياهو الأهوج على توسيع نطاق الحرب والاعتداء على الأراضي الإيرانية
في العام التالي لحادثة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٣، بات المشهد الدولي يتجه نحو التداعيات المحتملة لتصرفات نتنياهو العسكرية على وحدة الأراضي الإيرانية. فالعالم على حافة الهاوية، والدبلوماسية على حافة الهاوية، في ظلّ توتر الدبلوماسية في مواجهة الحشود العسكرية والمناورات الجيوسياسية. وقد تسلمت إيران منظومة صواريخ S٤٠٠ من روسيا، مما يعزز قدراتها الدفاعية ويتحدى الهيمنة العسكرية الغربية في المنطقة . ويشكل شبح إغلاق مضيق هرمز، وهو شريان لإمدادات النفط العالمية، تهديدًا خطيرًا لاستقرار الغرب وصحته الاقتصادية.
كما وضعت إيران خططًا لمواجهة التدخل الغربي من خلال استهداف قواعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا الواقعة على مسافة قريبة من قواعدها. ويشير هذا الموقف الاستراتيجي إلى نية واضحة لردع أي عمل عدائي ويشكل تحذيرًا للحلفاء الذين قد يفكرون في دعم موقف نتنياهو العدواني.
تمتد الآثار المترتبة على ذلك إلى ما وراء الحدود المباشرة للشرق الأوسط، حيث أن دعم روسيا والصين لإيران يعزز الكتلة غير الغربية، مما قد يغير ميزان القوى ويدفع إلى إعادة تقييم التحالفات التقليدية و الاستراتيجيات الدفاعية بين الدول الغربية. وبينما يلوح شبح الصراع في الأفق، يجب على قادة العالم أن يخطو بحذر، مدركين أن كل قرار يُتخذ في لحظة ما قد يكون له عواقب دائمة على الأجيال القادمة. وتبرز المشاركة الدبلوماسية، بدلاً من القوة العسكرية، كطريق نحو السلام والأمن المستدامين.
References:
[1] https://www.cia.gov/readingroom/docs/CIA-RDP79T00698A000100120021-7.pdf
[2] https://www.usip.org/publications/2012/06/peacebuilding-or-peace-making-notes-arab-spring-challenges
[3] https://www.brookings.edu/blog/future-development/2017/09/14/middle-east-and-north-african-migrants-contributions-to-the-global-economy/
[4] “The Impact of Toufan AlAqsa on Global Economies.” Global Economic Review. October 2024.
[5] “Resilience in the Face of Adversity: Lessons from Toufan AlAqsa.” Journal of International Affairs. March 2024.
[6] “Rebuilding Trust: The Role of Transparency in Post-Toufan AlAqsa Governance.” Public Administration Review. July 2024.
[7] “Toufan AlAqsa and the Transformation of Western Public Opinion.” The International Spectator. May 2024.
[8] Economic Impact of War: The Aftermath of Conflict. (n.d.). Retrieved from https://www.brookings.edu/research/economic-impact-of-war-the-aftermath-of-conflict/
[9] Israeli Economy: An Overview. (n.d.). Retrieved from https://www.cia.gov/the-world-factbook/countries/israel/economy/
[10] The Impact of War on Taxpayers: A Study. (n.d.). Retrieved from https://www.taxfoundation.org/impact-of-war-on-taxpayers-study/
[11] “Netanyahu’s Future as Likud Leader Uncertain After Inconclusive Election,” Reuters.
[12] “US National Debt Surpasses $30 Trillion,” U.S. Treasury Department.
[13] “Russia delivers S-400 missile defense system to Iran,” The Guardian, March 2024
[14] “Tension in the Strait of Hormuz: Global Implications,” Brookings Institution, October 2