كجده الإمام علي عليه السلام كان أبويا متواضعا ترابيا في تعامله مع البيئة الشعبية التي هو منها، وكان أبويا مع أعضاء حزبه ومحبيه، ومؤيديه من الشرائح المجتمعية الأخرى..
كان عالما دينيا ومفكرا ومخططا إستراتيجيا وسياسيا بارعا.. كان فذا في كل هذه المجالات..
من أهم صفاته التي جذبت المحبين له وأكسبته احترام الجميع، بمَن فيهم أعداؤه، هي مصداقيته وصدقيته.. حتى أن مستوطني الكيان كانوا يصدقونه أكثر من قادتهم ويتابعون كلماته وتحليلاته وخطبه.
كان مخلصا لمبادئه الإسلامية والإنسانية، فكانت فلسطين وقدسها وأقصاها هي بوصلته في تحركه في الإقليم، وكان يحدد مواقفه بناءً عليها.. قربا وبعدا..
كانت مدرسة الإمام الخميني وخصوصا فيما يخص فلسطين هي منهج اتخاذ القرار عنده.. وكانت مدرسة الإمام الخميني هي التي حددت له تبنيه وتعلقه بالوحدة الإسلامية وبنصرة المستضعفين ويشهد البوسنيون على مشاركة أتباعه معهم في جهادهم لسنوات..
السيد حسن نصرالله دفع حياته في سبيل هذه المبادئ والتي كان آخرها رفضه التخلي عن غزة: مجاهديها وشعبها، أطفالا ونساءً ورجالا.. ودفع ما هو أغلى عليه من حياته، وهو حياة شعب بيئته ومدنهم وقراهم وأرزاقهم وأمنهم.. طبعا كل ذلك برضاهم، بل بتبنيهم وتشجيعهم له على اتخاذ هذا الموقف.. فيا لهم من شعب أسطوري ثابت وصابر ومضحٍّ كأخوانهم الأسطوريين الثابتين الصابرين في غزة..
سلام عليك يا سيد المقاومة ونسأل الله أن يحقق بسعيك حلمك وحلمنا ورغبتك ورغبتنا في صلاتنا في المسجد الأقصى قريبا…
بقلم: د. ياسر الصالح-لبنان
