Home ContentResistance وداعاً يا أجمل حلمٍ وأجمل واقعٍ عرفناه

وداعاً يا أجمل حلمٍ وأجمل واقعٍ عرفناه

بواسطة الهدی
2 minutes read
وداعاً يا أجمل حلمٍ وأجمل واقعٍ عرفناه

مذ جئتنا أشعرتنا بأنك تغرفُ من بحرٍ غير بحرنا ، أحلامك عظيمة كأنها مُغمَّسة بنبع النبوة العظيم ، وأنت متقنٌ إقناعنا بها ، ووضع برامج لجعلها حقيقة تعاش ، وكلُّ من التقاك في شبابك توقَّع أنَّ لك في قادم الأيام شأنٌ عظيم ، فصُرتَ حيث سِرت ترتقي بالعباد والبلاد إلى ذرى المجد التليد ، وحيثما حللت تشرئبُّ نحوك الأعناق ، وكذا الكواكب العظيمة تدور من حولها الأفلاك .
قبلك سمعنا عن أناسٍ قيل عنهم بأنهم “أمةً في رجل” ، وأنت حملت أمةً منهكةً على كتفيك ، وسرت بها بكلِّ عزمٍ على دروب العزِّ والإنتصار ، حتى صارت أمَّةً مُهابةً ، يحسب لها الطغاة وأذنابهم ألف حساب .
صنعت من شتاتنا أروع وحدةٍ كنَّا نشتهيها ، ومن ضَياعنا صنعت هُدىً حُسِدنا عليه ، ومن ظلامنا أسرجت ضوءاً نسترشد في ضوئه سيراً إلى الأمام ، لا نعرف في ظلك تقهقراً أو إنهزام.
علمتنا يا سيدي كيف نكون أمة القرآن والرسول ، وكيف نقرأ الدعاء ونحيا بالصلاة والصوم وليالي القدر ، وكيف نستلهم سيرة الأئمة العظام ، وكيف نوظف تاريخنا وتراثنا لنحصُدَ النجاة ، وأننا حين نُقبل على الموت ، ستوهب لنا من الموت ألف ألف حياة.
علمتنا يا سيدي كيف نهزأ بمن تطاول علينا من الجهلة والمغرَّرين ، وكيف نكون حاسمين وصارمين في حربنا مع الأعداء الحاقدين الظالمين ، وكيف نكون في حروبنا كُلَّها منتصرين ، وكيف نهدي إنتصاراتنا بكل تواضعٍ للأمةِ أجمعين.
كم كنت صادقاً كجدك الصادق الأمين .

وكم كنت بليغاً وجامعاً ومحطِّماً لباب خيبر كجدك أمير المؤمنين.

وكم كنت كربلائياً كجدك الحسين ، مقبلاً على الشهادة ناصع الجبين.

كم كنت وكم كنت وكم كنت يا من كنت وستبقى أمل وقدوة المستضعفين.

وداعاً يا أجمل حلمٍ وأجمل واقعٍ عرفناه

كنت حجةً على أمَّة العرب وأمة الإسلام ، فاستبشرت فيك شعوبها وراهنت عليك ، الأمر الذي أزعج الطغاة والملوك ، فبذلوا سلاحهم وإعلامهم ومالهم ونفطهم ونفوذهم ليطفئوا الشعلة التي أوقدتها ، وعملوا على تشويه صورتك واهدافك ونبلك العظيم ، ورغم كل سعيهم بقيت شمسنا التي تنير وجودنا وتهدِنا ، وتفضح عهرهم ونفاقهم وكفرهم على مدى الزمان.
مذ جاءنا الخميني كنبيٍّ ، حاملاً بشراه لخلاص هذا العالم من ظلم الظالمين ، وجدتَ أنت فيه منقذاً لأمة الإسلام والإنسان ، وباعثاً لها ومجدداً من تحت الركام ، ومن شدة حبك وتعلقك به صِرتَه حتى قالوا عنك بأنك خميني العرب ، وكم هو لائقٌ بعظمتك يا أبا هادي هذا اللقب ، بكل كفاءةٍ وكل إقتدار ، فبايعك القلة من بني قومك العرب كما بايعوا جدك محمد يوم ابتعثه الله رسولاً للعالمين ، لأن العرب ياسيدي لا يدخلون في الدين إلا بعدما يشاهدوا فتحك المبين ، وكلهم أمل برحمتك بعده ، لأنك ستجعل منهم طُلقاء مُسامَحين ، ورغم أنَّ هذا ديدنهم عبر الزمان ، لم تكترث لكفرهم ورحت تتابع صعودك مع القلة الذين بايعوك واتبعوك نحو القمم غير عابىءٍ بهم وبخذلانهم ، وقلت لهم بكلِّ جرأةٍ أمام الملأ “لو ترك العالم كله فلسطين وقضيتها العادلة فسنظلُّ وحدنا نقاتل ونجاهد لإحيائها وتحرير أقصاها وقدسها ولو كلَّفتنا أن ندفع ثمنها ألف حسينٍ وألف كربلاء”.
يا من ترك فينا رحيله كجده حزناً عميقاً لا تزيله الأيام ، ونار غضبٍ لا يطفئها إلا تحقيقنا للأهداف العظيمة التي من أجلها بذلت كل ما لديك.
وداعاً وداعاً يا أجمل حلمٍ وأجمل واقعٍ عرفناه ، وداعاً وداعاً يا خميني العرب ، وداعاً وداعاً أيها المغمس بنبع النبوة العظيم.

بقلم: عدنان إبراهيم-لبنان

مجلة الوحدة العدد 388
شاهد هذا المقال في الوحدة 388

You may also like

Leave a Comment

Alhoda

الهدی

تم التأسیس في العام ۱۹۸٤ کمؤسسة نشر دولیة بهدف توسیع التعاون الدولي بين الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وباقي الدول في مجال الکتاب و النتاجات الثقافية الاخرى وبعدها وسعت نشاطها في مختلف انحاء العالم.

للاتصال بنا