مقدمة:
يعود نسب سيد المقاومة الإسلامية في لبنان القائد الشهيد السيد حسن نصر الله رحمه الله تعالى إلى سلالة طاهرة تمتد جذورها إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهو حفيد عائلة من آل بيت محمد تمثل صورة خالصة من الجهاد ضد الظلم، ويتجلى هذا النسب الوضاح في سلسلة من الأجداد الذين عُرفوا بشجاعتهم ومقاومتهم للظالمين والطغاة عبر التاريخ.
أصول نسبه:
نقلت نسب السيد حسن نصر الله عن مشجرة نسب آل نصر الله المحفوظ أصلها لدى ابن عمه السيد مصطفى ابن السيد عبد الإله نصر الله : وقد جاءت سلسلة النسب على الشكل التالي السيد حسن بن عبد الكريم بن يوسف بن خليل أبي طعام المعروف بنصر الله المهاجر للبازورية، والذي يرتبط بعائلة السادة من آل أبي طعام في بلدة الطيبة بن طالب أبي طعام بن محمود بن ابراهيم بن محمد بن محمد بن عوض الصولي بن علي الصولي بن محي الدين يوسف بن ابراهيم بن محمد بن الحسين بن علي بن مهنا بن السيد قطب الدين الصول وإليه نسبة آل الصولي بن يحيى بن زين الدين علي بن نظام الدين أحمد بن عميد الدين علي بن غياث الدين أو جلال الدين الحسين بن عز الشرف محمد بن أبي النصر أحمد بن أبي الفضل كمال الدين علي بن الحسن الأصم السوراوي بن أبي محمد الحسن الفارس بن أبي الحسين يحيى نقيب النقباء بن الحسين النسابة أول نقيب على الطالبيين ورد العراق من الحجاز سنة ٢٥٩ بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن الإمام الشهيد زيد بن الإمام السجاد علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمه الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
مواقف الأجداد ضد الطغيان:
– الإمام الحسين: يمثل الحسين رمز المقاومة ضد ظلم الطاغية يزيد بن معاوية، وقد كان استشهاده في كربلاء مثالاً للتضحية والفداء، ودستوراً للأجيال المتعاقبة من ذريته وأهل بيته وأتباعه من المؤمنين.
– الإمام علي زين العابدين: ويعرف بالإمام السجاد، الذي واصل ترسيخ قيم الحق – بعد معركة كربلاء- في مواجهة ظلم واستبداد الحكام.
– مولانا الإمام زيد الشهيد بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، الملقب بحليف القرآن، كان من عظماء بني هاشم فضلاً، وفهماً، وزهداً، وعلماً، ونبلاً، قاد ثورة ضد الأمويين في الكوفة، وواجه الظلم بوضوح، وثبت زيد في المعركة لكن أصابه سهم في رأسه تسبب بوفاته، مما جعل استشهاده علامة فارقة في تاريخ المقاومة، وكانت وفاته في سنة ١٢١ هـ وكان عمره يومئذٍ اثنتين وأربعين سنة، وقد صلبت جثته، وأحرقت، وذري رماده في الفرات!!.
– السيد الحسين ذو الدمعة ابن السيد زيد الشهيد بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، يكنى أبا عبد الله، ولقب بذي الدمعة، وذي العبرة لكثرة بكائه، وقد قيل له يوماً (ما أكثر بكائك) فقال: ( وهل ترك السهمان والنار سروراً يمنعني من البكاء) يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد الشهيد، وشقيقه يحيى، ولد رحمه الله في الشام، وقتل أبوه وهو صغير فرباه ابن عمه الإمام جعفر الصادق، وأخذ عنه علماً كثيراً، ولما شب شهد ثورة السيد محمد النفس الزكية، والسيد إبراهيم ابني عبد الله المحض ابن الحسن المثني ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم توارى وتوفي متخفياً في سنة ١٤٠هـ وكان عمره ست وأربعون سنة.
– السيد عمر ابن السيد يحيى المحدث ابن السيد الحسين ذو الدمعة ابن السيد زيد الشهيد بن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، كان فارساً مقداماً تصدى للقرامطة واسترجع منهم الحجر الأسود بعد اقتلاعهم له، ورده لمكانه في الكعبة المشرفة.
– السيد أحمد المحدث ابن السيد عمر ابن السيد يحيى المحدث ابن السيد الحسين ذو الدمعة ابن السيد زيد الشهيد بن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، كان من أعلام رواة الحديث في المدينة المنورة، وأعقب من ابنه السيد الحسين النسابة وحده المتوفى في الكاظمية سنة ٢٩٠ هـ، وعهد إليه الخليفة العباسي أحمد المستعين بالله نقابة أشراف الطالبيين، فكان أول من تولاها، وهو أول من صنف في نسب آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ووضع كتاب (الغصون في نسب آل يس).
يظهر من قراءة هذا النسب العريق، وتراجم رجاله، دخول أجداده في الصراعات التاريخية، حيث لم يقتصر جهادهم على المواجهات العسكرية فحسب، بل امتد إلى مجالات الفكر والسياسة، معلنين استنكارهم للظلم ومطالبين بالحقوق. وقد أسسوا لثقافة المقاومة، التي تجسدت عبر التاريخ في مواجهة الظالمين والطغاة.
د. فؤاد طرابلسي-لبنان