Home ContentResistance سمات بارزة في شخصية الشهيد الحاج قاسم

سمات بارزة في شخصية الشهيد الحاج قاسم

بواسطة الهدی
4 minutes read
سمات بارزة في شخصية الشهيد الحاج قاسم

امتازت حياة الشهيد الحاج قاسم سليماني بالايمان الراسخ بالله تعالى ، و حبه الصادق لأهل بيت النبوة ، و اتكاله على الله و تسليمه لارادته جل و علا . و قد تجلى ذلك على ارض الواقع بأن أعطى القوة والقابلیة والإمكانیة لأن تنعكس ایجابیاً في مواجهة الأعداء، و بدأنا نشهد الانتصارات الواحد تلو الآخر حتى أصبح كـل ميدان يدخل فيه الحاج قاسم أو يكون مخططاً له ، فالانتصار حتمي على يديه المباركتين.

كل ذلك جعل من الحاج قاسم سليماني الشخصية الاستراتيجية والمؤثرة في خارطة الصراع على البعد الإقليمي بل والدولي، حتى أصبح شخصية عالمية تمثل محورية المقاومة والثبات والصمود بوجه الأعداء والاستكبار العالمي سيما الغطرسة الاميركية الصهيونية وكذلك الظلاميين والتكفيريين . ذلك ان الشهيد سليماني كان مستوعباً ومتفهماً ومدركاً وواعياً لمؤامرات الأعداء ، وفي القوت نفسه كان يمتلك الرؤية الواضحة والفكر المستنير لإبطال مخططاتهم وإفشال كل مؤامراتهم تجاه الأمة الإسلامية بمختلف بلدانها وجغرافياتها المتنوعة .

فالشهيد (رحمة الله عليه) و فضلاً عن إدراكه العميق وتشخيصه الدقيق لمعالجة المشاكل، كان مجاهداً ميدانياً سخّر كل ما في حوزته من قوة و إرادة لحماية هذه الأمة و بلدان كالعراق وسوريا واليمن وافغانستان ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول ، ازاء ما تواجه من تحديات داخلية وخارجية ، ولم يدخر جهداً إلا واستثمره لحماية البلدان الإسلامية وحماية المظلومين ودفاعه عن المستضعفين ، خصوصاً ما بدا جلياً فى السنوات الأخيرة و جرى في سوريا والعراق ، من غزو داعش والعصابات التكفيرية لمدنها وسفكهم الدماء وهتكهم الأعراض ونهب الأموال بمثابة إهلاكاً للحرث والنسل . و ما يذكر ان الشهيد سليماني حقق بطولات باهرة في هذا الجانب ، ولم يتأخر يوماً في التصدي لهؤلاء التكفيريين ، فكان الانتصار تلو الانتصار و إعادة الأمن للمنطقة وحماية الناس وأمنهم وأموالهم واعراضهم .

الشهید الحاج قاسم كما كان في حیاته نموذجا حیا لتغذیة جمیع محاور المقاومة وبمختلف أماكنها وجبهاتها المتعددة، كذلك شهادتة السامية أعطت رسوخا لهذه المدرسة ومكوثا في الأرض لا توجد لها مثیل في عصرنا الحاضر، غذّت جبهة الصمود والإباء بشهادته العطرة من العزیمة والثبات والرسوخ والشموخ في التضحية لا مثیل لها

وما يذكر في هذا الصدد هو الوعي المتقدم الذي كان يتمتع به الشهيد سليماني ومواكبته للأحداث وفهمه العميق وعمله الدؤوب بكل ميدان يدخل فيه. و ما زلت اتذكر جيداً اللقاء الذي جمعنا بالشهيد سليماني في زيارة مع مجموعة من العلما والفضلاء حيث ألقى كلمة ، فكان كلامه دقيقا جداً. عندما كان يتحدث عن موضوع ما كالملف السوري مثلاً ، نجده ذا إحاطة تامة والمام كبير بموضوع سوريا وتحدياتها ،وله إلمام بدقائق الأمور وكأنه قائد سوري منذ نعومة أظفاره . وما أن تكلم عن الوضع العراقي نجده مطلعا على كل صغيرة وكبيرة وكان حب العراق وشعبه يجري في عروق الحاج قاسم رحمة الله عليه، ونجد إطلاعه الواسع بكل مشاكل العراق وعن أسبابها ويقدم الحلول المقترحة. وما إن يتكلم عن الدور الأمريكي في المنطقة حتى تنفتح أمامنا من كلماته آفاقاً جديدة. باختصار ما قرأته عن شخصية الحاج قاسم في ذلك اللقاء ، انه ذات علم ودراية عاليين جدا بما يجري في المنطقة وإدراك دقيق بتفاصيل المؤامرات الأمريكية تجاه المنطقة و ما تؤول اليه الأمور. كان يتحلى بنظرة الناقد البصير ازاء ما يجري على الساحة العراقية والسورية واللبنانية واليمنية والفلسطينية. ومن خلال إجاباته لبعض الأسئلة التي وجهت له تأملت في إجاباته كثيراً ، فلاحظته كأنه شخص عراقي عايش كل مجريات الأحداث في العراق بحيث لم نر هكذا قراءة واطلاع واسع بالشأن العراقي من الكثير من الشخصيات العراقية. ليس هذا فحسب بل نجد الألم والحرقة في كلماته على الوضع المأساوي والمتدهور في العراق وغيره. ان هذه المعرفة الكاملة والإدراك العالي الواسع والدقيق للمنطقة وما يجري على الساحة الدولية . كل ذلك جعل من الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني رجل الميدان الحقيقي في عصرنا الحاضر.

الشهید الحاج قاسم كما كان في حیاته نموذجا حیا لتغذیة جمیع محاور المقاومة وبمختلف أماكنها وجبهاتها المتعددة، كذلك شهادتة السامية أعطت رسوخا لهذه المدرسة ومكوثا في الأرض لا توجد لها مثیل في عصرنا الحاضر، غذّت جبهة الصمود والإباء بشهادته العطرة من العزیمة والثبات والرسوخ والشموخ في التضحية لا مثیل لها . فقلوب المجاهدين تنبض بحب الحاج الشهید قاسم الذي فجر طاقات الأمة وعرف الناس كیف تحیی بالشهادة، الشهادة كما صنعها إمامنا الحسین علیه السلام حیث أعطی للأمة درسا لام مثیل له. فالحاج الشهید كما أعطی للأمة في حیاته من التضحیات والعبر والدروس، كذلك في شهاده أعطت للأمة ما لم یستطیع غیره إعطاؤه حیث امتزجت أعضاؤه الطاهرة بأرض لامست دماء أمیر المؤمنین وأعضا بدن إمامنا الحسین علیه السلام المقطعة . فالسلام علیه في كل یوم یُذكر وفي كل انتصار جدید یتحقق، والسلام علیه یوم استشهد ویوم یُبعث حیا.

مجلة الوحدة العدد 383
شاهد هذا المقال في الوحدة 383

You may also like

Leave a Comment

Alhoda

الهدی

تم التأسیس في العام ۱۹۸٤ کمؤسسة نشر دولیة بهدف توسیع التعاون الدولي بين الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وباقي الدول في مجال الکتاب و النتاجات الثقافية الاخرى وبعدها وسعت نشاطها في مختلف انحاء العالم.

للاتصال بنا